لماذا تتجاهل الحكومة الروسية الهجوم بالطائرات المسيّرة على موسكو؟
وقالت الباحثة تاتيانا ستانوفايا، خبيرة الشأن الروسي في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي، إن رد فعل الحكومة الروسية، على ما يبدو أنه هجمات أوكرانية جريئة على نحو متزايد على الأراضي الروسية، غير عادي. وتقول ستانوفايا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صامت كالمعتاد. ويحيل المتحدث باسمه جميع الأسئلة إلى وزارة الدفاع. وترد وزارة الدفاع بتقارير لا نهاية لها عن نجاحاتها التي توقف الجميع عن تصديقها منذ فترة طويلة. والانطباع العام هو أن القيادة الروسية لا تفهم بشكل أساسي الخطر الذي تعيشه البلاد الآن. وتضيف الباحثة أنه من المثير للاهتمام أن نلاحظ كيف تطورت تفسيرات السلطات الروسية لهزائمها خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب.
وتحدث عمدة موسكو سيرغي سوبيانين عن «أضرار طفيفة»، في حين أشاد المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، بالجيش الروسي؛ إذ قال إن «كل شيء سار كما ينبغي»، وتفتح لجنة التحقيق بشكل روتيني قضايا جنائية جديدة. وفي اليوم الذي وقعت فيه هجمات الطائرات المسيّرة الأخيرة على موسكو، كانت تعليقات وزير الدفاع سيرغي شويغو خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين لافتة للنظر بسبب محتوى التهنئة الذاتية.
وفي أكثر من مناسبة علنية، تحدث بوتين عن قدرة الشعب الروسي على الصمود المتميز، ومرونته وتفهمه لقرارات الحكومة، وتضامنه مع تلك القرارات. ويبدو أن هذا هو المبدأ التوجيهي لتفاعل الرئيس مع المجتمع. وبغض النظر عن مدى جرأة الهجوم التالي، لا يعتقد بوتين أنه يمكن أن يثير الغضب في المجتمع الروسي تجاه السلطات.