وعندما كنت أنتقل إلى موقع أى حادث إرهابى جديد، ويكون قد أسفر عن وقوع ضحايا من أبناء الشرطة، كنت أقول فى معرض تعليقى على الحادث لمراسلى الصحف والتليفزيون، إن هذا هو زمن الفرز، وإن مَن يريد أن يقف بجانب الدولة المصرية ويدين هذه الأعمال الإرهابية ومن ارتكبوها ومن يقف خلفهم، فإن هذا وقته، أما من يريد أن يمسك العصا من المنتصف، انتظاراً لما تسفر عنه تطورات الأمور والتى لم تكن واضحة فى هذه الأيام، فإن التاريخ لن يرحمه.
تعبير «زمن الفرز» هذا، وفى الحالة المصرية تحديداً، يصلح فى كل الأوقات، يصلح إذا ما قيل تعليقاً على كثير من البرامج الحوارية فى القنوات الفضائية أثناء الأحداث المصاحبة لثورة يناير 2011 وحتى تخلى الرئيس مبارك عن السلطة مباشرة، وعندها اختلفت الرسالة وتبدلت تماماً عما سبق، وتحول مبارك من الرئيس التاريخى منذ أيام قليلة، إلى الطاغية الذى لم يقدم أى شىء لبلاده على الإطلاق طوال ثلاثين عاماً، والتبشير بأن مصر، والحمد لله، قد ولدت من جديد... مع الورد اللى فتح فى جناين مصر.
ويصلح نفس التعبير فى الفترة التى تلت ذلك، خلال عامى 2011 و2012، وصولاً إلى سيطرة الإخوان على السلطة التشريعية والتنفيذية، وشاهدنا المهرولين من كل جانب لنيل الرضا وضمان البقاء، وسمعنا من يقول إنه «ابن المشروع الإسلامى»، ومن يهنئ مرسى رئيساً ويحييه على تتويج كفاح استمر عقودًا، وأن هذا الشبل من ذاك الأسد ، وشاهدنا من هرول إلى مقر الإخوان فى المقطم لتقديم فروض الطاعة إلى القادمين الجدد، ومن هرولوا إلى لقاء «فيرمونت» الشهير فى يونيو 2012، ذلك عندما كانت البوادر تشير إلى فوز مرسى...
ومن أكثر الفترات التى كان استخدام مصطلح «زمن الفرز» مناسبًا لها، تلك الفترة التى تلت فض اعتصام رابعة فى أغسطس 2013 وصولاً إلى الفترة التى سبقت مباشرة وصول الرئيس السيسى إلى الحكم فى يونيو 2014، وبداية ظهور ملامح القوة والصلابة على الدولة المصرية وإمساكها بنواصى الأمور، ومع ظهور هذه البوادر انكمشت محاولات تليفزيونية عديدة كانت تعمل فى المناطق الرمادية ما بين دعم الدولة من جانب، ومد جسور الود مع اتجاهات أخرى كانت تريد استمرار السيولة التى تنتج مناخاً غير مستقر وغير منضبط فى إدارة أمور...
لا يقف الأمر عند أمور السياسة، تأملوا ما يحدث الآن فى مواجهة الدولة لوباء كورونا، جدية شديدة من الدولة على أعلى مستوياتها، تضحيات ضخمة من كتائب الجيش الأبيض المصرى، أطباءً وممرضين، مجهودات متميزة للقائمين على أمور التعليم والجامعات لاستكمال العام الدراسى وتنظيم الامتحانات، وفى المقابل هناك من يغرد خارج السرب من أصحاب المستشفيات الخاصة، وسمعنا عن أرقام خيالية للعلاج، فى المستشفيات الخاصة، تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات، وتفوق الأسعار فى أى بلد فى العالم، ولم تنجح وزارة الصحة حتى الآن فى فرض...
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »