المعنيون بحياة العربية ومصيرها، لا يحرّكون ساكناً إزاء المهزلة التي لن نملّ تكرارها واجترارها، أن يتخرّج العربي في الجامعة، وهو لا يتقن لغته، بينما يملك نواصي الرياضيات والفيزياء والكيمياء، ويصير جراح قلب وأعصاب، ومهندساً.
ثمّة شيء غلط. اللغويون متخلفون عن ابن مضاء القرطبي، في القرن الثاني عشر. إذا كان هذا الفذّ قد ألّف كتابه: «الرد على النحاة»، قبل ثمانية قرون، فإن على أهل النحو اليوم أن ينحوا نحوه بأضعاف ما فعل، فالسؤال المنطقي: ما هي ضرورات العصر في زمانه، التي كانت تدعو إلى تبسيط القواعد، وتخليصها من الزوائد التي لا نفع فيها؟ أمّا عصرنا فعالم مختلف. قبل مئة عام كانت مجرّة سكّة التبّانة هي الكون كله. اليوم المجرّات تريليونان.
كأن أصحاب التخصصات غير اللغوية، أسرع تنبّهاً لمشكلات اللغة، بينما أهلها «يمرّون عليها وهم عنها معرضون». الأسكتلندي آدم سميث، مفكر اقتصادي أوصى قبل قرنين بأن تكون قواعد اللغة عمليّة، سهلة الاستعمال، وأن تُعامل كما لو كانت بضاعة لتيسير رواجها. ما العيب في أن ننظر إلى اللغة نظرة وظيفية منفعية؟ النظرة الجمالية لا تختلف: لغة رشيقة في الجمباز، الباليه، التزحلق على الجليد.
لزوم ما يلزم: النتيجة العربونية: يمكن تلخيص مشكلة القواعد في أن مناهج العربية 90 % نظرية، و10 % تطبيق عملي. الإحساس بجمال اللغة صفر.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »