وفي هذا تستوي الكتابة الجيدة والرديئة، أو الأقل جودة، فبحكم معرفة القارئ بأن فلاناً من الكتّاب ليس متميزاً بما يكفي في كتابته، فإنه قد يقدر أن ما أمام عينيه من كتابة رديئة أو قليلة الجودة، عائدة لهذا الكاتب، والعكس صحيح فإذا كان القارئ مأخوذاً بكتابة كاتب آخر، وهي محل إعجابه، لأنه يراها متميزة، يستطيع أن يخمن، من واقع معرفته بهذا الكاتب وأسلوبه، أن ما هو بين يديه في تلك اللحظة من كتابة عائدة إليه بالذات، لا إلى سواه.
طبعاً هذا قول لا يؤخذ على إطلاقه، فقد يحدث أن تتشابه أساليب الكتّاب فيما يكتبون، مع أن هذا التشابه لا يمكن أن يكون حرفياً أو متطابقاً تماماً، وإلا فإن بعضها يفتقد الأصالة، حين يبدو مجرد محاكاة سافرة لكتابة أخرى عائدة لكاتب آخر. لكل كاتب أسلوبه، مهما كانت درجة تميّزه أو خصوصيته، وإلا فإنه يكف عن أن يكون كاتباً موهوباً إن هو افتقد أسلوب كتابته الخاص به، الذي يميزه عن سواه.
يبدو أن أحد مفاتيح كشف الانتحال أو السرقة الأدبية هو وقوع المكتشف على بعض هذا التشابه، حين ينتابه الشك وهو يقرأ ما يقرأ أنه سبق أن قرأ شيئاً مشابهاً له في مكان ما، لكاتب ما، قد يذكره لحظتها، وقد يصل إلى معرفته بعد شيء من البحث، خاصة أن منصات البحث الإلكترونية مثل «غوغل» تساعد على كشف ما أريد له أن يبقى غير مكشوف، ولنا أن نتخيل كيف كان عليه الوضع قبل أن نلج العصر الإلكتروني الذي أصبحت أدواته معيناً كبيراً على ذلك، خاصة حين يكون العمل المسروق أنتج في بيئة أدبية نائية عن البيئة المحلية...
المدهش أن السرقات لم تعد تقف عند حدود الأعمال المؤلفة وحدها، وإنما صارت تطال الترجمات، وقبل شهور قليلة ضجت وسائل الاتصال بفضيحة سرقة ترجمة لكتاب: «لماذا أكتب» لجورج أورويل التي صدرت قبل سنوات عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، فإذا بدار نشر خليجية تعيد نشرها، واضعة عليها اسم «مترجم» وهمي غير معروف، لم يسمع به أحد من قبل، سارقة جهد المترجم الأصلي.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »