مناطق في الضفة الغربية تكاد تتحول إلى معقل للعمليات العسكرية المقاومة للاحتلال، مخيم «عين الحلوة» في جنوب لبنان والذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، يشهد أعنف وأطول جولات الاقتتال بين الفلسطينيين منذ أكثر من عشرين عاماً.
وضع أوسلو الأساس لركيزتين أساسيتين لا تزالان معنا حتى اليوم: قيام السلطة الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين. وعلى الرغم من الحصاد السلبي لهذه السلطة على مدى 30 سنة وغرقها حتى الآن في القضايا الداخلية الصغيرة والهامشية، فإنها خلقت عنواناً للموضوع الفلسطيني وإطاراً مؤسسياً لتحقيق الدولة الفلسطينية. إلى ذلك، لم تكن فكرة الدولتين لتوجد لو لم يحقق أوسلو إمكانية الاعتراف المتبادل.
في المقابل، ما تشهده إسرائيل مع وصول اليمين المتشدد إلى السلطة والممارسات المتوحشة لحكومة الائتلاف الحاكم، تشكل الغذاء الضروري لتيارات الممانعة والرفض في الداخل الفلسطيني والشتات. ويجدر التنبه أيضاً لعناصر - ركائز مفقودة لمسار السلام وهي القيادة السياسية الشجاعة ذات الرؤية لكسر الجمود الدبلوماسي، ومشروعية هذه القيادة لدى الطرفين لإضفاء الشرعية على عملية صنع القرار، ما يضعف الأصوات التي تعارض السلام. للأسف، هذه الركائز غير متوفرة اليوم فلسطينياً أو إسرائيلياً.
ليس الهدف الدفاع عن أوسلو ولا الترويج لإحيائه؛ إذ لم تعد الأوضاع الإسرائيلية والفلسطينية والإقليمية والدولية ملائمة لمثل تلك الصيغة. إنما ذلك لا يعني أن حال الفلسطينيين يمكن أن تترك على ما هي عليه من التعفن والإهمال والاستخدام الخبيث لأهداف غير فلسطينية، ما يحتم السعي الفلسطيني والعربي والدولي لانتقال سلس للقيادة بمجرد خروج عباس من الساحة.