تزامنت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عاصمة جنوب السودان مع مناقشة لكبار ضباط الجيش المصري حول تفعيل دور بلادهم في حوض النيل، ومع أن الحدث الرئاسي كان في بؤرة الاهتمام فإنه من الصعب فصل الحدثين في ما يخص التحديات التي تواجهها القاهرة خاصة ما يتعلق بسد النهضة.
كما وضع محللون أول زيارة لرئيس مصري إلى جنوب السودان في سياق أوسع يتضمن محاولة بلاده استعادة نفوذها في دول حوض النيل، من خلال العديد من الاستثمارات الملحة لتلك الدول ولا سيما في مجال الطاقة، بما يصب في الكسب الاستراتيجي للقاهرة.شهدت السنوات الأخيرة نشاطاً مصرياً ملحوظاً في دعم مشاريع الطاقة في دول حوض النيل والبحيرات، ضمن ما تصفه القاهرة بمبادرتها للحد من عجز الطاقة في القارة.
كما أعلنت مصر عام 2018 إقرارها تمويل وتنفيذ مشروع إنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء في إريتريا، بقدرة 4 ميغاواطات، وموافقتها على تكليف الهيئة العربية للتصنيع، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة المتجددة ، بتنفيذ مشروع إنشاء المحطات، بقيمة 7 ملايين دولار أمريكي. كما جرى هذا العام توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية لبناء مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 50 ميغاواطاً في مقاطعة لوالابا، في حين سبقه عام 2016 تسلم العربية للتصنيع قطعة أرض لبناء محطتين لنفس الغرض قرب العاصمة كينشاسا، بتكلفة 6 ملايين دولار يوفرها الصندوق المصري للتعاون الإفريقي.
وصرحت الخبيرة المصرية في الشؤون الإفريقية أماني الطويل أن هناك توجهاً مصرياً للاهتمام بمصادر الطاقة البديلة سواء في السودان أو جنوب السودان، متوقعة أن تنجح القاهرةفي مجال الربط الكهربائي مع جنوب السودان كما فعلت من قبل مع الشمال.