-أو المجتمع الأهلي كما يُسمّى في المشرق- هي التقابل مع المجتمع الديني أو مع الكنيسة في الغرب، أم كانت هي البحث عن تنظم المواطنين خارج أجهزة الدولة الرسمية لتعديل سياساتها أو دعمها أو مقاومتها، فإن"تعريب" هذا المفهوم -أي إدخاله إلى المجال العربي- لم يختلف في شيء عن باقي الترسانة المفاهيمية التي لا يختلف أغلب الباحثين في طابعها الإشكالي.
بحكم خلفيتها اليسارية ومنطقها الشعبوي وموقفها السلبي من الديمقراطية التمثيلية أو الليبرالية، كان واضحا أن سردية"تصحيح المسار" لم تكن مجرد مشروع لاحتكار الإرادة الشعبية أو تمثيل الشعب في المستوى السياسي فقط، بل هي مشروع لإنهاء الحاجة إلى كل الوسائط المستقلة عن السلطة أو المناوئة لها حتى عندما تتحرك بمنطق المساندة النقدية.
ومهما كانت الإجابة التي قد تقدّمها مكوّنات المجتمع المدني لرفع هذا التناقض بين شيطنة العشرية السابقة وبين ما كان لها فيها من مكاسب مادية ورمزية، يبدو أن السلطة لن تنتظر هذه الإجابة للتحرك قصد فرض سلطة الدولة على المجتمع المدني وما يخترقه من تجاوزات حقيقية أو متخيلة. لقد اختار النظام الحاكم مراجعة التشريعات المنظمة للعمل الجمعياتي لمواجهة ما يسميه بالفساد أو التآمر والعمالة أو الخيانة والتدخل الأجنبي في الشأن التونسي.
السلطة الحالية قد فهمت حقيقة دور المجتمع المدني سياسيا خلال ما يُسمى بـ"العشرية السوداء"، ولذلك فإن تبرير مقترح المشروع بمواجهة التطرف أو التهرب الضريبي هو مجرد ذريعة لتدجين المجتمع المدني وإرجاعه إلى مربع الولاء للسلطة أو المعارضة الشكلية، كما هو شأن العمل الجمعياتي قبل الثورة. وبحكم التوجه الشمولي للسلطة ورفضها لاستقلالية الأجسام الوسيطة في مختلف المجالات
الديمقراطية المجتمع المدني قيس سعيد
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: almowatennet - 🏆 15. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »