وهو مشهد يوحي"بالتكافل الرفاقي" بين نوعي المجتمع، الذي ينشأ على أساس من الندية والمساواة في حق تقرير مصيرهم المشترك، بعيداً عن قوالب التنميط، لكن هل يُنصف النساء بمجرد جعلهن رمزاً أو أيقونة؟ الأرجح، لا تجري الأمور بتلك البساطة أبداً.
في التراث الثوري اليساري الذي عُني بالمساواة المطلقة، اكتسبت قضايا المرأة منحى التنظير الجاد، وأُدمجت ضمن الشأن العام كجزء من قضية العدالة الاجتماعية وإدارة الصراع الطبقي، و"من أجل تغيير شرط الحياة، علينا أن نشاهدها من خلال أعين النساء" حسب ليون تروتسكي. لكن، لا ينبغي أن يغيب عنا أن النساء يواجهن حصراً على أساس هويتهن الجنسية وعلى نحو متعسف، صنوفاً مختلفة من التكبيل والمخاطرة، تتفاوت حدتها في الأعراف والعادات الاجتماعية والطائفية التي تتحكم في حياتهن من أول ماذا يرتدين وكيف يسرن، وصولاً إلى قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالزواج والطلاق والحضانة والتجنيس والانتساب وحق الانتقال والسفر، هذا غير العنف الأسري المحجوب منه والمعلن، وقضايا الشرف المهينة بحق النساء على اختلاف انتمائهن الاجتماعي، ودرجة الترقي المهني والتعليمي.
هذا في الوقت، الذي تشير فيه الدراسات إلى ارتفاع نسب الإعالة المؤنثة، وحول ما يتعلق بمسألة تقدير نسب العمل النسائي، نؤكد أنّ ثمة إشكاليات، لكن ما لا يتحمل التسويف، هو، وحسب ما يرصده الناشطون نسوياً من انتهاكات جنسية بحق النساء، سيما العاملات بالمصانع والورش والقطاع الخدمي التحتي، في ظل غياب التنظيمات النقابية وقوانين الحماية، عدا تحيز المجتمع والقانون إلى الرجل وترجيح روايته على الأغلب، نظراً إلى رمزية جسد المرأة المحمل بدنس الغواية والخطيئة، ومن ثمّ تتحمل تبعاته وحدها إلى حد إهدار الدم.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »