عندما انتفض الشعب الإيراني خلال الأيام القليلة الماضية، لم تتردد الحكومة الإيرانية في النهل من قاموس ديكتاتوريات العالم الثالث، واتهمت من خرجوا إلى الشوارع يستنكرون رفع أسعار الوقود بنسبة 300%، ، اتهمت الجماهير الغاضبة بأنهم عملاء لإسرائيل وواشنطن والقوى الرجعية الإقليمية، وإذا كان هذا الثالوث قادرا على تحريك الشارع ضد حكم الملالي، فلابد أن يقال لملالي السلطة في إيران، ما يقوله المصريون لمشجعي فريق كرة القدم الذي تصبح خسارته للمباراة مؤكدة: قاعدين ليه ما تقوموا تروّحوا.
تاريخيا لم يكن في السودان شيعي واحد منذ دخول الإسلام وحتى منتصف تسعينات القرن الماضي، ولكن ملالي إيران انتهزوا سانحة أن نظام الرئيس عمر البشير صار منبوذا مثلهم، فقدموا لهم المعونات، ثم صبوا الملايين في خمسة وعشرين مركز ثقافي يتبع لهم، تولت بدورها صب مئات الآلاف لمن يتحولون للمذهب الشيعي، وباع العشرات من أهل السودان ضمائرهم وتشيعوا، ثم انقلب البشير على إيران وقطع العلاقات معها بإيعاز من الشيطان الأكبر وصار من تشيعوا بالدولار فص ملح وداب.
وما يفوت على الملالي أيضا هو أن الدولة الدينية إرث يهودي في الأصل، لأن أنبياء اليهود منذ موسى وعلى مدى قرون جمعوا بين السلطة الدنيوية والدينية، وجاراهم في ذلك بعض ملوك أوروبا من المسيحيين الذين ادعوا أنهم ظلال الله على الأرض، وبارك الكهنوت مسعاهم، لأن ذلك يعطيهم سلطة الوساطة بين عرش السماء وعروش الملوك.
كان محمد خاتمي صاحب برنامج إصلاحي حقيقي عندما تولى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن الملالي لم يعطوه إلا حق إصلاح عمامته، والرئيس الإيراني الحالي"إصلاحي"، ولكنه لا يملك قراره في وجود مؤسسة دينية مطلقة الصلاحيات وولي فقيه لن يسمح بإضعاف سلطانه وسلطاته.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: ajlnews - 🏆 2. / 68 اقرأ أكثر »
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »