لكان جديراً به أن يكون «سؤالاً سيادياً» متعلقاً بالأمن القومي للعراق، مطابقاً لتلك المعايير التعريفية والتأسيسية للدولة والسلطة والمؤسسات في العراق الحديث التي سكها العراقيون في مقدمة دستورهم، والتي تحدد الأهداف والرؤى والمسارات التي يريدها ويحددها الدستور لكل سلطة ومؤسسة حاكمة في البلاد، كالديمقراطية والمدنية والاتحادية/الفيدرالية، والالتزام بالقيم العالمية ومنظومة حقوق الإنسان، ويعتبر المس بها تحطيماً لبنية العراق نفسه، فالمسيحيون وحضورهم جزء تأسيسي من جوهر الدولة العراقية الحديثة...
في هذا المنحى، فإن اندفاع أي سلطة عراقية لإدخال المسيحيين ومؤسساتهم ونخبهم العليا في دوامة الصراعات البينية، وحسب بعض الحسابات قصيرة النظر وضئيلة الحكمة، إنما سيؤدي في المحصلة إلى خسارة العراق لمزيد من ثروته المجتمعية وطاقته التنموية، من دون أي عائد ذي قيمة راهناً، وبالذات مستقبلاً. لا يمكن لكل مؤسسات السلطة في العراق، التشريعية والتنفيذية والقضائية على حدٍّ سواء، أن تفعل وتحقق ذلك الشرط إلا عبر الالتزام بآليتين محددتين: التمييز الإيجابي تجاه المكونات الأهلية «الأقل عدداً»، عبر منحهم المزيد من الحضور وإشعارهم بالمساواة والجدارة مع باقي المكونات. وإلى جانبها الحياد عن شؤونهم الداخلية، بالذات تلك القضايا غير المتداخلة والمؤثرة على الفضاء العام، مثل الشؤون الكنسية والوقفية، وتركها لأبناء المكونات ومؤسساتهم التقليدية/التاريخية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: al_jazirah - 🏆 12. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: TRTArabi - 🏆 9. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlArabiya - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: OKAZ_online - 🏆 17. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: cnnarabic - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »