شادي حميد، حجة مثيرة للاهتمام لما يسميه «الحد الأدنى الديمقراطي». حسب حميد، يجب التركيز في الشرق الأوسط على رعاية الديمقراطية الشرعية بمعنى التمثيل السياسي، لا على الليبرالية الاجتماعية. ويحض الكاتب على ضرورة أن يعتاد الغرب القبول بالحد الأدنى، أي الاكتفاء بحق الناس في أن يقرروا بشكل منصف وتمثيلي هوية من يحكمهم، حتى ولو أدى هذا الاستفتاء إلى إنتاج منظومة حكم غير ليبرالية بالمعنيين: الاجتماعي أو الاقتصادي.
أما فيما يعنينا، فلنتأمل مثلاً مآل الانتخابات الفلسطينية في فبراير 2006، التي أدت إلى فوز حركة «حماس» على حساب حركة «فتح». كان المزاج الأميركي السياسي في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، شديد الانحياز لفكرة تصدير الديمقراطية إلى الشرق الأوسط. كانت القناعة أن الحكم امتحان لـ«حماس» التي إما أن تعتدل بسبب حاجتها لتحالفات تعينها على النجاح وتقديم حكم فعال للفلسطينيين، وإما أن تستمر في تشددها وتفشل وتخسر الانتخابات المقبلة.
تمكنت الإمارات العربية المتحدة من خلق مجتمع مستقر ومزدهر وليبرالي اجتماعياً واقتصادياً. وقد أدى النهج التدريجي الذي اتبعته أبوظبي تجاه الليبرالية الاجتماعية، إلى تقدم كبير في حقوق المرأة والحرية الدينية والتنمية الاقتصادية، وتوزيع الثروة، والاستثمار في الإنسان. على نحو مماثل، تنطلق من المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الثورات الاجتماعية والتنموية والثقافية، في ظل حكم ملكي لا يتبنى المنهج الديمقراطي.
الغريب في مقاربات دعاة الدمقرطة، كسبيل وحيد لنهضة العالم العربي، مجادلتهم بأن المنجز الليبرالي الاجتماعي في الدول غير الديمقراطية محكوم بمصير الحكام أنفسهم، ما يجعلها منجزات غير مستقرة. في حين أنه لو نظرنا إلى السعودية بالتحديد، لوجدنا أن مراكمة المنجز الليبرالي استمرت بغير انقطاع من جيل إلى آخر، منذ تشريع التلفزيون مع الراحل الملك فيصل، إلى الثورة التي يقودها اليوم الأمير محمد بن سلمان.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: almowatennet - 🏆 15. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: skynewsarabia - 🏆 19. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: sabqorg - 🏆 27. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »