الكتاب: في ذكراه المئويَّة: وعد بلفور في مدار سايكس ـ بيكو.الناشر: المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ، سلسلة كراسات ملف ، دمشق تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.
اقترن هذا الاقتسام بسلخ مناطق واسعة عن سوريا، لحساب تركيا، كما تم ترسيم الحدود بين الكيانات المستحدثة، ومورست السيطرة الاستعمارية، بواجهة قانونية: هي الانتداب، المرسَّمة بتفويض من"عصبة الأمم"؛ واختتمت بريطانيا انتدابها على فلسطين، بنكبة شعبها، وقيام إسرائيل . ظل الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين محدودا، على مدى الحكم العثماني، وفي 2/ 11/ 1917، نشرت الحكومة البريطانية بيانا لسياستها ، الذي اشتُهر بـ"وعد بلفور"، لأن إعلان تلك السياسة، مثَّل وعدا للصهاينة بإقامة وطن لهم في فلسطين، وظلت الصهيونية وثيقة الصلة بالإمبريالية البريطانية، إلى أن أخلت الأخيرة موقعها، على رأس المعسكر الإمبريالي، لصالح الولايات المتحدة، فسارعت القيادة الصهيونية إلى نقل مركز ثقلها إلى الأخيرة .
هنا، غابت الإشارة السريعة الضرورية، إلى تحول الرأسمالية في أوروبا الغربية إلى مرحلة الإمبريالية، منذ أواسط القرن التاسع عشر، الأمر الذي اقترن بضغوط على الفئات الوسطى في أقطار أوروبا الغربية، وبضمنها الفئات الوسطى اليهودية، هناك، وهي التي طفقت تفتش عن حل فريد لأزمتها، فوجدته في الملاذ الاقتصادي الآمن، وصكت تلك الفئات"أرض الميعاد"، و"العودة" إليها. واتشحت بالدين اليهودي، حتى تكسب جمهرة اليهود إلى صفها.
أشار سليمان إلى انطلاق القيادة المتنفذة للحركة الوطنية، بأن العدو هو الصهيونية وحدها، وساورها وَهْم إقناع بريطانيا بوقف الدعم للمشروع الصهيوني، وبإلغاء"وعد بلفور"، من خلال عرض المزايا التي يمكن تتوفر لبريطانيا، من خلال تعاون العرب معها، بدل الحركة الصهيونية. . يقفز المؤلف إلى"إقامة السلطة الوطنية"، حيث كان الفشل في بنائها؛ بعد أن تشتتت الحركة الوطنية. بين رغبتها في جعل فلسطين جزءا من وحدة سياسية أكبر ، وبين هدف فلسطين مستقلة؛ ما دفعها إلى مساومة الإمبريالية البريطانية على انتداب بغير"وعد بلفور"! أو حتى حكم ذاتي فلسطيني، تصان فيه مصالح بريطانيا! والنتيجة، فشل قيادة الحركة الوطنية في إقامة بنى وطنية، تقود البلد على طريق الاستقلال، غداة الحرب العالمية الثانية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Akhbaar24 - 🏆 4. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »