على مدى الأيام الماضية يتابع ويتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشغف واهتمام بالغ، المقاطع المصوَّرة والصوتية التي يبثّها المقاول محمد علي، متهماً النظام المصري ممثلاً في الهيئة الهندسية بمؤسسة الجيش تحديداً، بالتورُّط في أعمال فساد وإهدار للمال العام وكذا إهدار حقوقه المالية هو شخصيّاً، على الرغم من تاريخ العمل بينهما لمدة خمسة عشر عاماً، ويبدو أن تلك المقاطع ألهبت حماسة آخرين ممن كانوا يمثلون"رمزية يناير 2011"، إذ بعد انقطاع وائل غنيم لسنوات عن المشهد العامّ، ظهر مرة أخرى عبر...
كما لا بد من تشريح البنى الاجتماعية والثقافية وكيفية تكوين أصول الثروات، لمن أيّدوا الفعل الثوري ومثلوه خطابيّاً، ومن الذين يوظفونه اليوم، وكذا تعيين الفئات المنتفعة من النظام وقياس مداها وموقعها من السلطة وما شَكْل هذا الانتفاع وتضاعفاته. هذه الشريحة تحديداً، تَضرَّرَت من الثورة مرتين: مرة حين انهار رأس النظام المرتبطة بشبكاته، والأخرى حين تَمكَّن النظام بعد استعادته، من تقويض مكتسباتها وإقصائها تدريجياً، مما أضرّ بمصالحها ومصالح القطاع الخاصّ المدني بشكل عامّ. أما والحالة هذه، فلا غرابة في تبنِّي بعض أفرادها مفردات الثورة وإعادة توظيفها في ما يمسّ مصالحه.
وهذا ما يُحيلنا إلى إشكالية التمثيل ولغة الخطاب، إذ ينكشف مرة تلو أخرى أن أغلب هؤلاء الذين مثلوا الثورة خطابياً، لم يستطعوا التخلص من حمولات الشحنات الانفعالية التي تناسب الفعل الثوري لا الواقع المعيش بتناقضاته وتعقُّد شبكاته، إذ لا يزال البعض يتحدث عن النقاء الثوري والطهرانية الثورية والذاتية الفردية على نحو متصلّب وغالباً استعلائي، وبمفردات ما بعد حداثية وتجريدات مثالية نظرية لا تتناسب وسياق الزمن الاجتماعي المتأخر الذي نعيشه من حيث القبول والاستعداد الذي يسمح بالفعل التبادلي بين المتحدث...
وعلى الرغم من تناقضات هذا المشهد الجاري وتعقداته وصعوبة بناء توقُّعات مآله، فإنه يشير إلى حدوث حالة من النضج ولو بحدّ أدنى لدى البعض ممن ساهم أو أيّد الثورة، حيث استدراك ضرورة تجاوز اللغة الانفعالية المتشنجة والمشخصنة، ومن ثمّ إعادة النظر في كيفية العمل السياسي وإمكاناته واقعيّاً.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »