لمان في شقي البلاد. الألماني الغربي ينطلق في أحاديثه والتعبير عن أفكاره من دون حسابات أو تحفظ، في حين يحسب الألماني الشرقي كلماته قبل أن ينطق بها. الألماني الغربي لا يضع إشارات مرور لأفكاره في أي مجال كان، وهذا ما لا يسير عليه أغلب أهل الشرق.
في الدول الرأسمالية، تتسابق المختبرات والشركات الصناعية على شراء كل ما يبدعه عقل الإنسان من علم وأدب وفن، من داخل بلادها وخارجه. سباق التسلح الذي أرهق الاتحاد السوفياتي وأدَّى إلى سقوطه، لم يكن ركضاً في مضمار صناعة السلاح الطويل، بل كان سباقاً في مضمار العلم والا بداع والاختراع. عندما اعتقد الزعيم الصيني ماو سي تونغ أنه يمتلك بمفرده الحقيقة المطلقة وسجلها في صفحات كتابه الأحمر، قاد الصين إلى المجاعات والمعاناة؛ لأنه أمم كل شيء بما في ذلك عقول أكثر من مليار صيني. الحكمة الأقوى التي أطلقت جناحي القوة الصينية كانت إلغاء تأميم عقول الناس، وبالتالي تحرير أيديهم، وتحقيق النهضة العلمية والاقتصادية التي صنعتها جحافل العقول الصينية الضاربة.
هناك تأميم للعقل بالإكراه الذي يمارسه الطاغية المتغلب، لكن الأسوأ منه، هو أن يتنازل الإنسان طواعية عن عقله، ويسلمه لسيده الذي يلبس رداء الدين أو الإلهام أو السحر والشعوذة، وغيرها من الأردية. لم تتوقف الدراسات التي تهتم بدوافع السيطرة على العقول، وكذلك خضوع قطاع كبير من الناس للاستسلام لمن يقوم بتأميم عقولهم. طبعاً الإكراه بالقوة يمكن فهمه والإلمام بقوة أدوات السلطة التي تخضع الناس بأساليب مختلفة.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.