قبل سنوات ليست بعيدة، كان بوسع كثير من الدول والشركات والأفراد معرفة متطلبات سوق العمل والعمل بموجب تلك المعطيات المعرفية لسنوات دون أن يطرأ أي تغيير يُذكر على أسواق العمل رغم شح مصادر المعلومات والمنتجات المعرفية آنذاك، لأن إيقاع التغيير حينها معتدلاً وتحت السيطرة، مما جعل الخطط الدراسية والتدريبية والتمكين ممكنة وتحت السيطرة سواء للدول أو الشركات أو الأفراد ولسنوات طويلة.
لقد فرضت الآلة على الإنسان تحديات ومنافسات تتجاوز قدرات الإنسان المتخصص وتفوق قدرات الإنسان الطبيعي في بعض المواقع، لقد انقرضت تخصصات ومهن، وفرضت مكانها أخرى، لقد أصبح البعض من العاملين مطالباً بإتقان وإجادة عشرات المهارات وربما المهن بسبب التحديات التي فرضتها الرقمنة والذكاء الاصطناعي. التشريعات والقوانين تصدر لملاحقة المتغيرات والتطورات التقنية والرقمنة والنظريات الإدارية الناجمة عنها، فهل تتمكن هذه التشريعات من الاحتفاظ بالعرض والطلب وفقاً لمعايير تكفل العدالة لرب العمل وطالب العمل؟ وهل تنجح التشريعات والتطبيقات العادلة لها أن تضمن حصول العاطلين من ناحية والعاملين من ناحية أخرى على الأجر العادل وعدم ابتزازهم أمام ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من حلول قد يعجز الإنسان مهنياً وطبيعياً عن الوفاء بها مثلما توفرها...
من هنا يمكن القول بأن أسواق العمل لم تعد شأناً اقتصادياً صرفاً، فهي ذات ارتباط مباشر باقتصاد الدول وأمن المجتمعات والاستقرار بشكل عام؛ لأن عدم استقرار سوق العمل قد يتسبب بنزوح المهاجرين واللاجئين مثلها تماماً مثل الكوارث الطبيعية والحروب، بل إن الكثير من الحروب الحالية والسابقة هي في الأساس حروب على لقمة العيش، حتى لو لبست أو أُلبست عباءة سياسية أو دينية أو عسكرية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: aleqtisadiah - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: Akhbaar24 - 🏆 4. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: OKAZ_online - 🏆 17. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »