، ويحق تاليا مكافأة أنفسهم ربما بوجبات شهية من موائد رمضان، ومتابعة ما تعرضه الفضائيات من مسلسلات وحتى إعلانات مسلية: إلى أي حد يمكن أن نتضامن مع غزة وكيف؟إلى مغادرة حالة الرخاء التي يعيشان في ظلها؟ فبوشنل يخدم في القوات الجوية ويحصل على ما يكفيه للعيش ببحبوحة، وديبورا واضح أن لديها دعة مالية بدليل أنها تستأجر منزلا، ولديها القدرة على العيش خارج وطنها من إمكانيتها الذاتية.
ما يحصل في غزة، يلطم الضمير الحر في العالم، ويولد إحساسا ما فوق قومي أو عرقي وثقافي، إحساس يرفض إهانة الكرامة البشرية، إلى الحد الذي أظهرته إسرائيل في حربها على أهل غزة، يرفض منطق النفاق الدولي الذي أظهرته ردود الفعل الرسمية الدولية، ويوجه رسالة صريحة لعالم تحكمه القيم السائدة الآن، التي تكشّف عجزها إلى درجة الفضيحة، رسالة يقول أصحابها؛ إننا نتبرأ من هذه القيم، ونغسل أنفسنا من درنها.
ديبورا وبوشنل قد يكون لديهما صور نمطية عن العرب والمسلمين، رسختها ماكينة إعلامية تشتغل منذ عقود على صناعتها، وهما بالمناسبة شخصان عاديان شكلت ثقافتهما وقيمهما منظومات الثقافة والإعلام في، التي طالما كانت ظالمة تجاه شعوب العالم الثالث، وطالما صاغت بنية متكاملة من التمييز ضد هذه الشعوب، التي تريد القضاء على حضارة الغرب، أو على الأقل تشعر بالحسد تجاه تلك الشعوب وتتمنى العيش مثلها، بل وتتقمص أشكال مواطنيها ولون شعرهم وعيونهم.
المعنى الأكيد لكل ذلك، أن ما يجري في غزة ضد شعبها، ما هو إلا إهانة لكل ضمير حي، وإقرار من جزء معتبر من شعوب الأرض أن هؤلاء المجانين الذين يديرون هذه الحرب الشعواء ضد أطفال ونساء غزة، ويظنون أنهم أنبياء هذا الزمن، يحق لهم أن يهندسوا الكون على هواهم؛ ما هم إلا نوع من البشر المنحطين لا يختلفون عن أفراد العصابات المنبوذة والمحتقرة، وأن إسرائيل نفسها بوصفها الكيان الذي يصدر هذه النماذج، أصبحت جهة مشكوكا بانتمائها لقيم التحضر والإنسانية، وآن الأوان للاعتراف بهذه الحقيقة، والخروج من عقدة المحرقة التي...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: TRTArabi - 🏆 9. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: BBCArabic - 🏆 14. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: BBCArabic - 🏆 14. / 59 اقرأ أكثر »