«دادا» التي تشبه نقائضها ولا تشبههمليست «دادا» كلمة دلع للأطفال. إنّها شيء آخر وُلد في «كاباريه فولتير» في زوريخ السويسريّة عام 1916. في الزقاق نفسه، وعلى بُعد أمتار، أقام لينين وخطّط للثورة، وفي مكان أبعد قليلاً كتب جيمس جويس «عوليس».
فدادا، المشبّعة بمناهضة الحرب، كانت ضدّ كلّ شيء: الدولة والبورجوازيّة والقوميّة والمؤسّسة والمتاحف والماديّة... إنّها «حالة ذهنيّة» وفق تعبير لاحق أطلقه السورياليّ أندريه برِتون. وهي بالفعل شاءت أن تدفن القواعد والمثالات، وتدمّر كلّ ما يُظَنّ أنّه عاقل وعقلانيّ. أمّا الفنّ الذي تتوخّاه فهو، كما وصفه أرب، «يحرّر الناس من جنون الأزمنة و نظاماً جديداً قد ينشئ توازناً بين السماء والجحيم».
وإذ شكّكت دادا بمعنى كلّ شيء، وأرادت تدمير المعنى نفسه، فإنّها بدأت بنفسها، مختارةً اسماً بلا معنى: دادا. فالكلمة يمكن أن تكون صوتاً يطلقه طفل، وقد تصف حصاناً يتمايل ويتأرجح، ويمكن أن تعني بالرومانيّة «نعم، نعم»، أي إنّها بالتالي كلّ شيء ولا شيء. هذا في أوروبا حيث ظلّت برلين أهمّ عواصم دادا. أمّا في الولايات المتّحدة فبرز الفرنسيّ مارسيل دوشان كأبرز رموزها، وهو سبق أن قدّم في 1917 ما عُدّ واحداً من أفضل الأعمال في تاريخ الفنّ، أي «النافورة» ، التي هي مرحاض من بورسلين أبيض يمكن أن نجده في كلّ حمّامات العالم.
كذلك سمّى دوشان أعماله التي تندرج في الإنتاج الجماهيريّ لمجتمع صناعيّ بـ«جاهزة الصنع» : دولاب، درّاجة، رفّ قنانٍ، فيما تميّز الرسّام والشاعر الفرنسيّ فرانسيس بيكابيا باختياراته الأنيقة لآلات لا هدف منها ولا وظيفة لها. فجماليّات الآلة بديلُه عمّا تقوله الأزمنة الحديثة عن وظيفيّة الآلات وتذليلها مصاعب العيش اليوميّ.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: cnnarabic - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: ajlnews - 🏆 2. / 68 اقرأ أكثر »
مصدر: skynewsarabia - 🏆 19. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: AlwatanSA - 🏆 22. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: alweeamnews - 🏆 13. / 59 اقرأ أكثر »