حيال الأزمات السلبية المستفحلة وواقع الأوضاع الفاسدة المتفاقمة لا يسع الثقافة الديمقراطية إلا أن ترقيَ قيم التنمية والحرية والعدالة وترعاها قوة العقل والمبادئ الاجتماعية المؤسسة ضد الخطابات المحرقة والممارسات العنيفة من حيثما صدرت.
إن هناك أبحاثا أخرى، بعضها سابق على أبحاث كيبل، أقرت بالرصد نفسه، نذكر منها ما أنجزه بيرك وبورغا ولابا وإيتيان وباحثون أنجلو ـ ساكسونيون. إن قصدنا في هذا المقام ليس التعرض لهذه الأعمال بالدرس والتحليل، بل اتخاذها فقط كنقط مرجعية في كل حوار عقلاني نافع ومتقدم حول الحركات التي نحن بصددها.
إن اللائكية ـ وهو مفهوم فرنسي الاستعمال أساسا منذ ثورة 1789 ـ عصية على التصدير أو الاستراد، وتبقى عبارة عن ترجٍّ طوباوي إذا لم تكن مسجلة في الإرادة الجماعية والضرورة التاريخية. ومن هنا واجه بعض الباحثين سؤالا عما إذا كانت الهيئات الاسلامية الأصولية الحق في الوجود كأحزاب سياسية تطمح إلى الحكم، كباقي الأحزاب المنظمة المشروعة.
إن سلاما منصفا وعادلا في المنطقة الشرق ـ أوسطية لا يبدو أن موعده قريب. وعملية السلام، التي وضعت مبادئها اتفاقيات أوسلو وأكدتها خارطة الطريق من بعد، بظهر أنها اليوم في حالة تلاش متقدم، هذا علاوة عن أنها لم تحظ منذ البدء بتزكية حماس وبعض وجوه النخبة الفلسطينية، وذلك، في نظرهم، لما اعتورها من عيوب تدبيرية وتفاوضية تبعدها عن أن تكون سلاما حقيقيا ونهائيا
ولئن جاز لديمقراطية القرب والتفضيل الاجتماعي أن تدعي لنفسها امتيازا ما، فبشرط أكيد يتبلور أكثر فأكثر في إقامة رؤيتها السياسية الثقافية على ثوابت استراتيجية متكاملة ثلاثة، نذكرها تحديدا لكونها غير محققة بعد ولا فاعلة في واقع الحال بما يضمن ترسخها وتطورها. إن الديمقراطية المنبنية على هذه الثوابت الثلاثة لها كل الصفات اللازمة كما تجد نفسها مع أخلاق الإسلام وثقافته في عنصرها أو قل فضائها الطبيعي. وإذا ما قيل إن هذا الإسلام هو بالذات مرجعية حركات وشخصيات سلفية أو أصولية منفتحة من صنف راشد الغنوشي ويوسف القرضاوي ومحمد الغزالي وفهمي هويدي وآخرين، فعلى الرحب والسعة. ومن ثم تفتح أمام كل مكونات المجتمع السياسي والمدني أبواب التنافس ليس للسطو على قيم الإسلام الانسانية واحتكارها، بل لتكريمها وترجمتها في الممارسة والواقع.
الديمقراطية، كتعاقد ومؤسسة، قد اكتسبت مقومات واقع وظيفي، ملزم ومعاش. والديمقراطية بدورها لا يمكنها أن تؤدي عملها الإدماجي السلمي كاملا إلا باستنادها إلى قطب الرحى في كل تطور، ألا وهو النمو الاقتصادي المتواتر ذو الثمرات الحسنة النشر والتوزيع.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: aa_arabic - 🏆 8. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: alyaum - 🏆 10. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: OKAZ_online - 🏆 17. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: alweeamnews - 🏆 13. / 59 اقرأ أكثر »