«محنة كورو»... الراوي والأبطال الحقيقيون فيروسات
ويحتل الوصف هنا مكانة متميزة في الرواية، لأنه وصف يقوم عبر منظور «نزع المألوفية» defamiliarization الذي صاغه الناقد الشكلاني الروسي فيكتور شكلوفسكي عام 1917، الذي يذهب فيه الى أن الأدب لكي يتميز عن النثر العادي، يميل إلى «التغريب»، وهو منظور جديد يعيد رؤية المرئيات والأشخاص بطريقة مغايرة، حتى لتبدو وكأنها من عالم مغاير ومختلف عن العالم المألوف.
وهكذا تنتهي محنة كورو التي تصدرت عنوان الرواية، في إشارة إلى أن محنته قد انتهت أخيراً بحلم العودة إلى موطنه في الغابة للالتقاء بأصدقائه التي تعودت أن تنام معلقة بالمقلوب. ويبدو لي أن رحلة طائر الذي يَرى ولا يُرى، وأعني بها رحلة فيروس كورونا، وعودته إلى موطنه في الغابة شبيهه برحلة الطيور في سردية فريد الدين العطار «منطق الطير»، بحثاً عن طائر السيمرغ. إذْ يستدل الفيروس بحدسه وربما بغريزته و«منطقه» على موطنه الأصلي في الغابة، منهياً فصول محنته الاغترابية في عالم البشر.
وربما هو ما دفع الفتاة للتعليق على كلام عمتها الدكتورة خلود، التي هي صورة للمؤلفة نفسها، بالقول: «كلام فلسفي هذا يا عمتي». . وفي إشارة تناصية إلى أحدث النظريات العلمية، المرتبطة بواقعية الكم والفوضى الخلاقة، التي ترى أن رفة جناح فراشة في منطقة ما من العالم قد تغير كل شيء. كما تتحدث الرواية عن مجموعة من الآراء والمنظورات الفلسفية والفكرية والسياسية العميقة:ومن الناحية السردية يتم السرد عبر ضمير المتكلم المبأر حيث يتقمص السارد قناع فيروس كورونا ، ويتكلم من خلاله، بوصفه شخصية مجسدة بشرياً عبر تقنية التشخيص personofication.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: twasulnews - 🏆 3. / 68 اقرأ أكثر »
مصدر: alyaum - 🏆 10. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »