لا أتذكر بدقة قائل هذه العبارة المحفورة التي فشلت في نسيانها برغم نسيان قائلها، وأرجح أن القائل هو"تيتريف"، بطل"البرجوازي الصغير" لمكسيم جوركي. لكنني على كل حال لست مثل تيتريف، فأنا أحب أن أكون هادئا في الحالين. وما الغضب إلا ضرورة سخيفة وغير مرحب بها، فرضتها ضرورة أسخف وغير مرحب بها أكثر، هي ضرورة صعودك إلى السلطة أيها الرئيس، خلافاً للعهد المعلن وانتقاما من الأمل الذي ابتلعته الأكاذيب والاحتيالات للمسدس في مواجهة هتاف الثورة.
لعلك تعرف جيدا يا سيادة الرئيس نشوة أن تخيف الآخرين وترعبهم. إنها نشوة مسيطرة وتفتح أبواب النفس للشياطين وللتمادي، حيث تشعر أنك سلطة خوف قادرة على قهر الآخر، لذلك تصارع الأولاد للحصول على المسدس، كل واحد منهم يريد أن يكون السلطة التي تخيف غيره.. يريد إخضاع الآخرين، يريد أن يعرف ما بعد الخوف فيبدأ في المطاردة، وككل بداية في طريق خاطئ تقود المسارات إلى نهاية مأساوية، يضغط الصبي على زناد المسدس لسبب لا يفهمه، فيقتل صديقه:... ويبدأ الصخب، ويبدا الكذب، وتستمر المأساة.
لماذا لا تهتم بمعرفة أسباب السهولة التي تدفع المصريين هذه الأيام للقفز من القطارات وإلقاء أنفسهم تحت العجلات أو في أعماق النيل، أو ابتلاع السموم أو إطلاق الرصاص على أنفسهم وعلى الآخرين؟حفل موسيقي بهيج، فجأة يقف أحدهم ويشهر مسدساً في الهواء، ويطلق طلقة.. هذا ظهر المسدس في حفل الثورة، ليوقف المشهد ويفض الجمع، وسواء كان القتل بالتعمد والترصد المسبق، أو رغبة في السيطرة والتخويف والمطاردة ثم الإعدام، فإن المأساة في كل الأحوال حلت محل السعادة، كما حل المسدس محل الأمل.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: dw_arabic - 🏆 1. / 68 اقرأ أكثر »