لا يحتاج المرء إلى شيء من التقصّي لاكتشاف الترامبيين العرب، وسقوطهم عن حافّة العقل إلى قعر غير متخيل من الجنون، فقط يكفي حساب على موقع تويتر، مشغول بالمتابعة السياسية والصحفية، أو جولة عابرة على القنوات الإخبارية العربية التي غطّت الانتخابات الأمريكية، للوقوف، دون جهد أو طلب، على الهذيان الذي بات لغة سياسية سائدة في الأوساط العربية، ومن موقع يناقض التفكير السياسي نفسه.
الاستغراق في الاصطفاف، حوّل السياسات الآنيّة إلى قضايا وجوديّة محيّرة، كالعداء المفرط لجماعات إسلامية منهكة منقسمة على نفسها، تُصَوَّر وكأنّ"المؤسسة" في الولايات المتحدة، أو ما يسمى"الدولة العميقة"، في قبضتها، أو كتحويل العلاقة مع"إسرائيل" من سياسة ذرائعيّة قد تجد لها تفسيرات واقعيّة إلى حالة من العشق المحموم، والعلاقة مع الفلسطينيين من تناقض مصالح آنيّ إلى خلق عدوّ جديد يتفوق العداء له، في الدعاية ومستوى الخطاب، على عداء"إسرائيل" نفسها له، أو تبني...
sariorabi مقال رائع للكاتب عرابي.