قبل أقل من شهر واحد، تمكَّن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة، من التسلل من الرقعة الضيقة التي ظل محاصرا فيها لأكثر من أربعة اشهر، من قِبل قوات الدعم السريع، التي يقودها ربيبُه ونائبه السابق في المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو والتي تخوض حربا ضد الجيش، منذ وقتها وهو في حالة تجوال خارج الحدود يزور هذه الدولة وتلك، ولم يصدر عقب تلك الزيارات ما يفيد بأن البرهان خرج منها بما يفيد معركته ماديا أو أدبيا.
منذ أن تسلل إلى القصر الرئاسي على أنقاض حكومة حزب المؤتمر الوطني ورئيسها عمر البشير، راكبا موجة الرفض الشعبي لتلك الحكومة، والبرهان يثبت أن أكثر ما يعنيه من أمر منصب رئيس مجلس السيادة هو الهيلمان والطيلسان والأبهة، ومن ثم فإن جولاته الخارجية الحالية التي خرج منها خالي الوفاض، والتي أبعدته عن أرض المعركة، لابد وأن أشبعت غروره، لكونه خلع خلالها جلبابه العسكري، وامتشق زي رئيس الدولة.
وتأسيسا على تلك الاتهامات لقوات الدعم السريع، طالب البرهان المنظمة الدولية اعتبار تلك القوات كيانا إرهابيا، وكأنه يريد بذلك أن ينسى المجتمع الدولي أنه من تولى تسويق قوات الدعم السريع وتبييض سيرتها، وأنه من جعل قائدها نائبا له في المجلس السيادي ومنحه رتبة فريق أول، ثم أنه ومتسلحا بنزعة دون كيشوتية جعلته يناطح الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي، دخل في تحدٍّ مع الأمم المتحدة عندما قرر طرد مندوبها في السودان، الذي كان مكلفا بموجب قرار دولي بمساعدة أهل السودان لتحقيق التحول إلى حكم مدني...
ولأن حرب السودان الحالية في جوهرها حول السلطة والثروة: البرهان يريد أن يكون رأس الدولة وحده لا شريك له، والمحافظة على استثمارات وشركات الجيش التي لا يعرف أحد خارج حلقة ذوي الرتب الرفيعة في الجيش اين تذهب عائداتها، بينما حميدتي صدٌّق أن به"خامة رئاسية" تؤهله لمنافسة البرهان على كرسي الرئاسة، حتى يحافظ على الثروات الطائلة التي راكمها في السنوات الأخيرة.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: BBCArabic - 🏆 14. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: alyaum - 🏆 10. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: dw_arabic - 🏆 1. / 68 اقرأ أكثر »
مصدر: BBCArabic - 🏆 14. / 59 اقرأ أكثر »