تعدّ المعلومات والسِّيَر الذاتية الخاصة بالزعماء والقادة مثار اهتمام عام، كما تتصل اتصالا وثيقا بطبيعة أنظمة الحكم وسياساتها؛ واليوم نستعرض لونا خاصا من هذه المعلومات والسِّيَر، عِمادُه رصد البُعد العلمي للعديد من السلاطين الذين عرفتهم مسيرة الحكم طوال التاريخ الإسلامي، وذلك استبصارا بأنماط من التفاصيل ذات الدور الحضاري، ومتابعة لأوجه معيّنة من الصورة التاريخية لأنظمتنا السلطانية، وسياحة في تراث ثقافي ثريّ وفسيح.
إننا -في هذه الإضاءة- لا ننطلق من مبتدأ تاريخ الإسلام، إذ إن المكانة العلمية لخلفاء النبي صلى الله عليه وسلم مما عُلِم تاريخيا بالضرورة، كما أننا لم نتوخَّ الاستيعابَ لأن هذه الظاهرة الفريدة تستعصي على الإحاطة والحصر؛ ولكننا آثرنا انتقاء عشرين نموذجا معبّرا عنها من مشاهير سلاطين حضارة الإسلام، خمسة منهم كانوا المؤسِّسين الفعليين لدولها المركزية الكبرى في القرون السبعة الأولى من تاريخها، وجميعُهم يمثلون بامتياز -عرقيا وطائفيا وجغرافياً وزمانيا- هذه الحضارة العظيمة، وتلك الظاهرة الثقافية التي...
ومثلما حافظ عبد الملك على المواءمة بين الهم العلمي وشؤون الحكم؛ فإن ابن أخيه الخليفة عمر بن عبد العزيز ظلّ أحد أرباب العلم، رغم مسار المناصب الذي سلكه منذ تعيينه واليا على المدينة والطائف، ثم عمله وزيرا ومستشارا في بلاط الخليفة، حتى إذا وصل إلى عهد الخلافة كان جمْعُه العلمَ مع السياسة العادلة بوابتَه إلى خلود اسمه في التاريخي، بوصفه"خامس الخلفاء الراشدين" و"معلم العلماء".
وقد شكّلت الصورة العلمية للحكام نافذة تواصل بين السلطة الحاكمة والعديد من الجماعات والأفراد داخل الدولة، وترَك هذا التواصلُ أثره على المشهد العام والسياسات الرسمية والمجال العلمي، فالقاضي عياض يفيدنا -في ‘ترتيب المدارك‘- بأن"أبا جعفر المنصور قال لمالك [بن أنس] ضَعْ للناس كتابا أحْمِلُهم عليه، فكلّمه مالك في ذلك؛ فقال : ضَعْهُ فما أحد أعلم منك"! فكان ذلك -في إحدى الروايات- سبب تأليفه كتاب ‘الموطأ‘.
غير أن الشهادة الأهم للمكانة العلمية للأمير الداخل تضمنتها كتب التراجم؛ إذ قال الذهبي في ‘السِّير‘:"كان عبد الرحمن من أهل العلم"، هذا مع استحضار حداثة سِنَّه -وهو في الخامسة والعشرين- حين أمسك بزمام حكم الأندلس على النحو الذي شرحه غريمُه السياسي المنصور العباسي حين بلغه تملُّكُه فيها؛ فقال وفقا للذهبي:"ذاك صقر قريش! دخل المغرب وقد قُـتِل قومُه، فلم يزل يضرب العدنانيةَ بالقحطانية حتى...
ويُفهم مما أورده النديم -في ‘الفِهْرِستْ‘- أن"بيت الحكمة" لم يكن موجودا قبل الرشيد، إذ قال في ذكره لأخبار علّان الشُّعوبي الورّاق إنه كان"مُنقطِعا إلى البرامكة وينسخ في بيت الحكمة للرشيد والمأمون والبرامكة". ولذلك يقول محمد كرد عليّ -في ‘خطط الشام‘- إنه"لم يُعرف قبل عهد الرشيد والمأمون أن الكتب جُمعت في خزانة وسُميت دار الحكمة أو بيت المعرفة، وكانت تلك الدار أشبه بجامعة" تضم بين جنباتها أفانين الفنون وثمار المعارف.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: aawsat_News - 🏆 16. / 53 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: almowatennet - 🏆 15. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »