افترش"هشام" الحصير ليؤمه والده هو وإخوته وأمه وزوجته وأطفاله الصغار، لإقامة صلاة العيد بشرفة منزله الواسعة، ليصطف هو ووالده في المقدمة وأمه وزوجته واطفاله في الخلف، ليبدأ بعدها والده في تلاوة القرآن في صمت يشوبه الحزن على بهجة العيد الباهتة.
فور انتهاء"هشام" الموظف الثلاثيني من صلاة العيد مع أسرته، أقدم على منح أولاده العيدية كما اعتادوا، ليدخل عليهم البهجة الغائبة عنهم منذ إعلان الحظر في أيام العيد. حاول الشاب أن يمازح أطفاله وعائلته لتجاوز إحساس لم يعتادوا عليه من قبل في تلك الأيام التى كان يتكدس فيها المعيدون في الشوارع للصلاة في الجوامع وسط صخب الأطفال والشباب، ليصمت الجميع ويرسم على وجههم ملامح الرهبة والكمد حين يسترجعون ذكريات بهجة العيد التي يفتقدون أجواءها.
في شرود يشوبه الحسرة، جلس جد"هشام" على كرسيه بشرفة منزل أسرته، وبدأ يستقطب أنفاس الدخان عبر شيشته المنزلية، التى اعتاد تدخينها على المقاهي، بعد انتهاء صلاة العيد، ليخرج من أنفه دخان يحمل سرب احتشاد المعيدين بالشوارع التي يقتلها الصمت، وسط ذعر المواطنين من التجمع بعد انتشار حالات فيروس كورونا بجميع أرجاء المحافظات.، حيث لم يتوقع مطلقا أن يأتي عليه اليوم الذي سيرى في الشوارع خالية من المعيدين والمصلين، وكأن الشوارع تحولت إلى مدينة أشباح يضج بها الصمت والوباء.
لا يخطط الشاب الثلاثيني لأي شيء في العيد، وذلك بعد قرار فرض الحظر بشكل شبه كامل بجميع محافظات المحروسة، ليظل جالسا مع أسرته ومتابعا التلفاز، مريحا جسده من مشقة العمل وتصفية ذهنه في هدوء إجباري فرض على الجميع في أيام العيد الحافلة بالصخب.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: masrawy - 🏆 6. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: ElwatanNews - 🏆 23. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: baladtv - 🏆 14. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »