في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كنت طالباً جامعياً شغوفًا بالفلسفة والأدب والصحافة، وفي ذلك التوقيت كانت جريدة العربي الناصري، تحت رئاسة تحرير الأستاذ عبد الله السناوي، تُقدم صحافة معارضة شجاعة ورصينة. وكانت تضم نخبة من كُتاب مقالات الرأي الذين قدموا زادًا معرفيًا وسياسيًا في منتهى الثراء بالنسبة لشاب في طور التكوين، عاشق لبلاده وتاريخها ورموزها، ومشغول بهموم حاضرها، واستشراف ملامح مستقبلها.
وبالتالي تحقيق أكبر قدر من المكاسب الشخصية على حساب احترامهم تاريخهم وأنفسهم واحترام الناس لهم، وعلى حساب المسؤولية الوطنية والمهنية، وعلى حساب قداسة وشرف الكلمة، ولهذا شبه هؤلاء بالمومس التي تخلع ملابسها ببساطة واستمرار لتؤدي عملها، وتبيع كرامتها وجسدها. وبعد مرور سنوات طويلة على كتابة هذا المقال، يُمكن القول اليوم إن تلك السياسة التي رعتها جماعة المصالح المحيطة بالرئيس حسني مبارك كانت سياسة موجهة ومدرُوسة، وتهدف إلى تقزيم القيادات والنخب في مصر، بل تقزيم مصر الدولة والدور والمكانة، لخدمة"مشروع التوريث" وحتى تصبح مصر ونخبتها دون قامة الوريث الحالم بملك أبيه؛ بحيث يظهر بمفرده عملاقاً في الصورة، ويبدو المحيطون به دونه في كل شيء.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: masrawy - 🏆 6. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: masrawy - 🏆 6. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: masrawy - 🏆 6. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: ElwatanNews - 🏆 23. / 51 اقرأ أكثر »