والقمح للمنحنين وراء محاريثهم في الحقولبتلك الكلمات الرائعة أنهى الصديق الشاعر محمد زايد الألمعي قصيدته"حارس السنبلة" التي كتبها في رثاء المفكر والسياسي اليمني"جار الله عمر" الذي اغتالته في صنعاء يد الغدر الجاهلة المتأسلمة في 28 ديسمبر 2002.
ثم التكفير وقتل الخصوم والمعارضين باسم"الإسلام الحركي" الذي لا يقبل فصل الدين عن الدولة، وأن يكون الإسلام عبادات ومعاملات، والذي يُوظف في الباطن الدين لمصالحه المالية والسياسية، ويدعي"الطهرانية" وخدمة مصالح وثوابت الإسلام في الظاهر. وقد كشف لنا هذا العمل الدرامي المميز الكثير من شخصية ودور الشهيد المقدم محمد مبروك في مكافحة الأنشطة التخريبية لجماعات الإسلام السياسي، ومدى رصانة معرفته وخبرته بخفايا جماعة الإخوان المسلمين خاصة، وأفكار وسلوكيات قياداتها وقواعدها، ومدى خطورتها على الأمن القومي المصري، وعدائها الفكري والتنظيمي لمفهوم ومؤسسات الدولة الوطنية المصرية، وحجم وتنوع مخططاتها للاستيلاء على السلطة وحكم مصر.
وقد نجح المسلسل في تجسيد دوافع وتفاصيل ولحظة الاغتيال بشكل نُصب معه سرادق عزاء من جديد للشهيد محمد مبروك في قلوب المصريين قبل بيوتهم، بعد مرور سبع سنوات على رحيله؛ وجعل من الشهيد محمد مبروك بطلًا وطنيًا جديدًا سيعيش في وجدان المصريين لعقود طويلة قادمة.