حتى مع افتراض النجاح فى الذهاب إلى هُدنةٍ طويلة المدى؛ لن ينقطعَ النفيرُ أو تتلاشى نُذُر الخطر. تُخيِّم الفوضى على فضاء غزّة بشكلٍ كامل، وبينما يحصرُ البعضُ أسبابَها فى العدوان الماثل، فقد يرُدّها آخرون إلى الاحتلال بوصفه منشأَ الأزمة وصانعَ اختناقاتها، وكلاهما صحيحٌ بالمناسبة؛ إنّما الأصحُّ أن المُعضلةَ نِتاجُ العقليّة الحاكمة للمسارين: التغوُّل المُفرط على الضحايا لثمانية عقودٍ أو يزيد، وضبابية المشروع التحرُّرى بعدما تخطّفته الأُصوليّات والمصالح الشخصية.
المشروعُ اليمينى لدى بنيامين نتنياهو ينتصبُ على ساقين: أن يكون مُتطرِّفًا فى بيئته، وأن ينتخبَ مُعادِلاً موضوعيًّا فى البيئة المُضادّة؛ ليكون العدوَّ الوجودىّ فى ظاهر الأمر، والحليفَ البراجماتى فى جوهره. صحيح أنه لم يُبرم صفقةً مع الحركات الإسلامية بتلك البنود؛ لكنّ العبرةَ بما آل إليه السيناريو فى صيغته الأخيرة.
تطيبُ التفسيراتُ السطحيّة لبعض الناظرين فى عملية طوفان الأقصى، وما جلبته فى ذيل الموجة العالية من انفلاتٍ للسلاح واختناق فى السياسة. والخِفَّة هُنا فى الذهاب إلى أنها كانت لتحريك الوضع الجامد، وإعادة إحياء القضيّة فى بيئتها وعلى امتداد العالم.
أفضت اللوثةُ إلى دَفعةٍ معنويّة وانسحاقٍ مادىٍّ فى ناحية غزّة، والعكس بالعكس فى تل أبيب. والواقع أنّ «حماس» قد خسرت الحرب، ولم تربحها إسرائيل. لكن من الصعب إقناع كلِّ طرفٍ منهما بالحقيقة؛ بينما يصيغُ سرديَّتَه بالأمانى، أو على ما يتوهَّم أنه يُحصِّن جبهتَه الداخلية. أطلالُ المبانى وأكوام الجُثث لن تُرمِّم كبرياء القاتل المُهدرَة، وعباراتُ الرثاء والاستهجان لن تُجفِّف مستنقعات الدم، أو تُداوى جروح الضحايا، وتستخرج القضيّةَ من بئرها التى كانت عميقةً وصارت أعمق.
غزة فلسطين إسرائيل بنيامين نتنياهو حماس طوفان الأقصى الأقصى تل أبيب
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: جريدة الفجر - 🏆 1. / 68 اقرأ أكثر »
مصدر: alwafdportal - 🏆 10. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlBawabaNews - 🏆 9. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »