فى المقابل يرى هذا الفريق نفسه أن الشيخ على عبدالرازق هزم فى معركة «الإسلام وأصول الحكم» سنة 1925؛ فى حين أننا لو تأملنا الأمر جيدا لوجدنا أن د. طه خرج مهزوما فكريا وعلميا من معركة الشعر الجاهلى؛ وإن خرج سالما على المستوى الشخصى أو بأقل قدر من الخسائر؛ أما على عبدالرازق فقد خرج منتصرا على المستوى الفكرى وإن فقد شهادة «العالمية» وبمقتضى ذلك فقد وظيفته فى «القضاء الشرعى» ولأنه كان ثريا ولا يتعيش من راتبه لم يهتز، ولم يشعر هو ولا الكثيرون بتلك الخسارة.
أما شهادة العالمية التى فقدها على عبدالرازق فقد أعيدت إليه فيما بعد وعين وزيرا للأوقاف ورحب به العلماء والمشايخ؛ وظل الشيخ على متمسكاً بكتابه وفكرته وإن زعم البعض غير ذلك. وإذا طبقنا المعيار نفسه على د. طه وكتابه عن الشعر الجاهلى، فإنه بعد التحقيق حذف الفصل الذى أغضب الكثيرين وأدانه التحقيق؛ وأجرى تعديلا جوهريا على الكتاب ليصبح «فى الأدب الجاهلى» والأهم من ذلك أنه فيما بعد تخلى نهائيا عن منهج «الشك الديكارتى» وقاعدة «أنا أشك إذن أنا موجود».
ولا يحق لنا أن نلوم طه حسين على ذلك، فقد وجد نفسه وحيداً أمام مؤسسات عاتية؛ وقفت ضده بقضها وقضيضها؛ وما يحسب له أنه لم يتوقف بعدها؛ بل استطاع مواصلة المسير والكتابة؛ ولأنه صاحب موهبة كبيرة وثقافة رفيعة شق طريقه، وقدم للثقافة العربية الكثير والكثير. وأفضل ما قدمه ويذكر به جاء بعد تلك الأزمة.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »