حازت مصر مكانتها بين العرب فى القرن العشرين بالعلم والمعرفة والثقافة. فبينما تداعى مشروعها السياسى قبل يوليو 1952 وبعدها، ولم تكن لديها قدرات عسكرية هائلة، ولا اقتصاد كبير، فإن أسماء كُتابها وعلمائها، وكتبهم، ومجلاتها الثقافية والعلمية، وأفلامها، ومنتجها فى الموسيقى والغناء جعلها قِبلة العرب وفخرهم.
إن معطيات التاريخ تهدى إلينا حكمة عميقة وناصعة عن أمم لم تقعدها الهزائم الكبرى أو النكسات الشاملة والوهن العام الذى تمكن منها حتى النخاع عن محاولة كسب النزال المحدود، والاشتباك المحدد مع وقائع حياتية جانبية، نراها صغيرة وهى من عظائم الأمور، حتى خرجت من ضيق إخفاقها إلى براح الإنجازات العريضة، التى دفعتها إلى مقدمة الصفوف، بعد أن كانت قبل عقود فى عداد الأمم المغيبة عن التدفق الرئيسى لحركة العلاقات الدولية.
أما الهند التى اختارت العصيان المدنى طريقًا للمقاومة فى أداء عبقرى قاده رمزها العظيم المهاتما غاندى، فإن توصلها إلى السلاح النووى لردع غريمتها التاريخية باكستان لم يدفعها إلى التلويح بهذه «القوة الخشنة» طريقًا لحيازة مكانة دولية، بل التفتت إلى إدارة معركة صغيرة كان انتصارها فيها مظفرًا بكل المقاييس، إلى درجة أن الدولة التى كانت تحتلها وهى بريطانيا، باتت فى حاجة ماسة إلى الاستفادة من مظاهر هذا النجاح الهندى.
على النقيض من ذلك، يقع خطابنا الثقافى والسياسى فى فخ الينبغيات العريضة، فهو يطالب بمشروع نهضة كاملة وتمكن واسع ينتج مكانة وقوة دولية بارزة، دفعةً واحدة، وفى سرعةٍ فائقة. وهذا الطرح لا يعبّر عن طموح بقدر ما يشى بتجاهل حركة الواقع وسنن التاريخ وجهل فى قراءة الإمكانات الراهنة لنا، فتكون نتيجته إما الاستسلام للبقاء فى الظل واستمراء الضعف والهوان بعد تكرار الفشل فى تحقيق نجاح كاسح دفعة واحدة، أو الميل إلى التفسير التآمرى لكل شىء، وكأن العالم لا شغل له سوى الكيد لنا.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: masrawy - 🏆 6. / 63 اقرأ أكثر »
يسرا تنعي الأمير طلال بن سعود: فقدنا قيمة عظيمة محبة لمصر والشعب المصرييسرا ناعية الأمير طلال بن سعود: فقدنا قيمة عظيمة محبة لمصر والشعب المصري
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: TahrirNews - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »