لم يكن أحد منهم يومها يعتقد أن شخصًا ما، أيا كان اسمه أو وظيفته سيقف فى شرفة يرى منها جيدًا المسافة والمساحة التى انتقل فيها الزعيم من الحضور إلى الغياب، ومن الكلام إلى الصمت، ومن الأمل إلى الألم، وسيكون بوسعه أن ينادى هذا الرجل الكبير الراقد هنا منذ ثلاثة وتسعين عاما، أن يدفع جفنيه الثابتين كصخر كى يتحركا، فيرى ما يجرى تباعًا، ويندفع إلى شرفة بيته، ويخطب بصوته الجهور المؤثر طالبًا من المحتشدين أن ينصرفوا حتى لا يسرى بينهم الوباء.
لم يكن راغبا فى سؤاله عن هذه الواقعة، أو عتابه، وهو يحتسى قهوته، فى هذا المساء المعزول، بل نظر إليه فى إشفاق، وسأله: نظر إليها فى استغراب، متطلعًا إلى كتبها المتراصة على الطاولة التى يقف عليها التلفاز مستيقظًا وهو يحط على قطعة خشبية ممددة فوق الفراغ، وأسفل السقف، وفى منتصف امتداد البصر، وعند أمل الأسرة المكسورة بفعل الظروف والحال، وتحت الألوان الكابية التى تنيخ فى تهويم أضواء الشارع المرتعشة، التى تحمل بعضًا من ذكرى الزعيم الرائح، الذى لا يعلم شيئًا عن أولئك الذين جلسوا فوق مقعد لم يتخيره هو حين كان يردد مع الناس: «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، وقالوا بصوته:صمتت برهة...
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: AlAhramGate - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: akhbarelyom - 🏆 20. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Mobtada - 🏆 2. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »