الأرجح أن لدى أصحاب الرأي الأول من الأدلة والوقائع ما يفوق كثيراً ما لدى الفريق الآخر، لكن يمكن القول إن هناك تفاوتات في ما اتبعه المستعمرون من سياسات في هذه المنطقة أو تلك، في هذا البلد العربي أو ذاك، ولعل أفضل مثال للمقارنة هو السياسات الثقافية الفرانكفونية التي اتبعها الفرنسيون في بلدان المغرب العربي، خاصة في الجزائر وتونس والمغرب، والتي كانت ترمي، في بعض أوجهها على الأقل، إلى طمس الهوية الثقافية الوطنية والقومية لهذه البلدان بتمكين الفرانكفونية في نظم التعليم خاصة، وحال الجزائر هي التجلي...
في بلدان الخليج لم يبنِ الإنجليز مدرسة واحدة، حتى ولو كانت ابتدائية، من أجل تعليم الأجيال الجديدة والعمل على الحدّ من الأمية التي كانت متفشية، ولم يفتتحوا مستشفى واحداً، وإذا ما استثنينا ما قامت به فرق التبشير المسيحي الأمريكية من تأسيس مدارس أو مستوصفات تابعة لها، لتسهيل وصولها إلى الناس في هذه البلدان، فإن التعليم الحديث في كل بلداننا نشأ بمبادرات أهلية قامت بها النخب المتنورة والمقتدرة مالياً.
سنعطي مثلاً آخر من مصر، ذا دلالة كبيرة، هو أن المصلح رفاعة الطهطاوي وضع في حوالي عام 1860 كتابه الرائد «المرشد الأمين للبنات والبنين»، دعا فيه إلى تعليم المراة المصرية، وأصبح هذا الكتاب، كما يقول سلامة موسى، في كتابه «المرأة ليست لعبة الرجل» يستعمل للمطالعة في مدارس مصر آنذاك. صحيح أن الطهطاوي لم يدعُ فيه إلى انخراط المرأة في العمل، لكنه رأى أن تعليمها ضروري من أجل تنشئة صالحة للأسرة، فالأم المتعلمة غير الأمية.
هل تصدقون أن الإنجليز عندما دخلوا مصر وأحكموا عليها القبضة منعوا تدريس هذا الكتاب، ما حمل سلامة موسى على القول بأن «الاستعمار، مثل الرجعية، من أعدى أعداء نهضة المرأة».
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »