نحو منظومة قيم بديلة | عبداللطيف الزبيدي

  • 📰 alkhaleej
  • ⏱ Reading Time:
  • 70 sec. here
  • 3 min. at publisher
  • 📊 Quality Score:
  • News: 31%
  • Publisher: 63%

عبداللطيف الزبيدي أخبار

الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار,الإمارات العربية المتحدة عناوين

ما هي منظومة القيم الحضارية البديلة، بعد تناثر أوراق منظومة القيم الحضارية الغربية، في الخريف الغربي؟ يقال: إن الجغرافيا السياسية لا تقبل الفراغ، وعلى المثقفين العرب إدراك أن منظومة القيم هي الأخرى لا تقبل الفراغ. لقد بلغ الافتتان بأوروبا حدّاً استلابيّاً مبالغاً فيه، حتى صارت «عقدة الخواجة» وشاحاً على صدور الكثيرين.

ما هي منظومة القيم الحضارية البديلة، بعد تناثر أوراق منظومة القيم الحضارية الغربية، في الخريف الغربي؟ يقال: إن الجغرافيا السياسية لا تقبل الفراغ، وعلى المثقفين العرب إدراك أن منظومة القيم هي الأخرى لا تقبل الفراغ. لقد بلغ الافتتان بأوروبا حدّاً استلابيّاً مبالغاً فيه، حتى صارت «عقدة الخواجة» وشاحاً على صدور الكثيرين. أخذ الناس من الثمار الحضارية قشورها، واغترفوا من البحر بكشتبان، فلا تقل بقطّارة. من ذلك خلع الطرابيش واقتناء القبّعات، وارتداء البدلات.

الدعابة لا تبرح المشهد، فرفاعة الطهطاوي سافر إلى فرنسا وألّف كتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، انبهاراً بالمدنيّة الأوروبية، بينما كانت اليابان قد أوفدت إلى مصر وفداً للوقوف على أسرار نهضتها في عهد محمد علي باشا. ذهل رجال الساموراي حين رأوا قطارات السكة الحديد والتلغراف في أرض الكنانة، فلم تكن اليابان قد حققت تلك الإنجازات بعد.

هذا هو منطلق الفرس. لا شك في أن الحقيقة مؤلمة، فليس من السهل أن يتفوّه أحد بأن جلّ العرب أضاعوا القرن العشرين من دون الاهتداء إلى الإدارة الفائقة التي تصنع لهم تنمية شاملة على مقاسهم. كلود شيسون، وزير خارجية الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران، نصح العرب: «لا تقلّدوا الغرب، بل اسلكوا طريق الهند في التنمية الهادئة التدريجيّة الوثيقة». لم يسمع القوم نصيحة صديق العرب. في شأن السودان فقط: ضاعت سلّة الغذاء العربي، ولم يقطفوا ولا حتى حبّة حنطة من فردوس التحوّل الديمقراطي الذي طال التغنّي به.

معك حق، فموضوعنا هو القيم الحضارية البديلة. بعد طيّ الصفحة الأخيرة من القرن العشرين، أفقنا، ليت أنّا لا نفيق، على أن الغرب وقد رمى بمنظومة قيمه في سلّة المهملات، نضا عنه ثوبها فإذا هو هيكل عظمي وفي يده منجل عملاق. كان الناس يظنّون أن الهالووين حفل تنكّري راقص، فإذا الواقع أن الغرب تنكّر لمبادئه. قال: «انقعوها واشربوا ماءها». الغرب بعد أوكرانيا وغزّة، قلب السترة الثقافية الفكرية الأخلاقية.

لزوم ما يلزم: النتيجة الاندهاشية: تناقض مضحك، يتوعدون بلداناً عربيةً بإعادتها إلى العصر الحجري، نشراً للحريّة والديمقراطيّة.

 

شكرًا لك على تعليقك. سيتم نشر تعليقك بعد مراجعته.
لقد قمنا بتلخيص هذا الخبر حتى تتمكن من قراءته بسرعة. إذا كنت مهتمًا بالأخبار، يمكنك قراءة النص الكامل هنا. اقرأ أكثر:

 /  🏆 3. in AE

الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين

Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.

نحو إحياء فنّ الخطابة | عبداللطيف الزبيديما رأيك في استعادة شريط جميل؟ ليس ذكريات عبرت أفق خيالي، فإذاعة «فرنسا الثقافية» هي التي هيّجت الأشجان، أثارت موضوع فنّ الخطابة، وهي منظومة فصاحة وبلاغة وجمال إلقاء مع مؤثرات تعبيرية مسرحية. امتطينا آلة الزمن، فالتقينا قس بن ساعدة. قيل إنه مؤسس الخطابة، وهو أوّل من قال أمّا بعد، وكذا وكذا. الإشكاليات نفسها نواجهها عند فحص الشعر الجاهلي.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »

تداعيات في فن الخطابة | عبداللطيف الزبيديهل كانت كلمة «إحياء» في محلّها من العنوان أمس: «نحو إحياء فنّ الخطابة»؟ لا شك في أن الخطابة ساء صيتها في القرن الأخير، جرّاء خواء الخطب العصماء، السياسية تحديداً، التي كانت بين شكلها ومضمونها سنين ضوئية. لكن السمعة التي شابتها وعابتها، لا تعني أنها فقدت معناها وقيمتها في عصرنا.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »

حياة قواميسهم وقواميسنا | عبداللطيف الزبيديما هو شعورك حين تقرأ مقالاً عن أن «دار لاروس» الفرنسية، الشهيرة بأنواع قواميسها، قد أضافت عشرات من المفردات إلى طبعة 2025، من «لاروس الصغير المصوّر»؟ كلمات ليست كالكلمات، تدخل الفرنسية الرسمية أوّل مرّة، بعضها عامّي حصل على اعتراف الفصحى به رسميّاً، والبعض الآخر إنجليزي الأصل فرْنَسوه، مع فئة ظريفة قفزت مثل «زورو» من الاستعمال الغرائبي، إلى الساحة...
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »

تداعيات الهموم الموسيقية | عبداللطيف الزبيديهل يمكن أن يحسب الموسيقيون أن هذا الكلام مجرّد «ثرثرة هموم موسيقية»؟ لكن الحقيقة هي أن المشتغلين بالموسيقى العربية، نسبة ضئيلة منهم لا تأخذ الفن على محمل الثرثرة والهزل.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »

الإبداع تحت السقوف العالية | عبداللطيف الزبيديما هي أهمّية السقوف العالية في إبداع الآداب والفنون؟ خلافاً لمعايير التربية التقليدية، يجب أن يكون المنطلق والتأسيس منذ أنعم نعومة في الأظفار، أي حتى قبل أن يتعلم الرضيع الكلام. أوَليس فيلسوف التربية الفرنسي «آلن» يقول: «أسمعوه شعر بودلير وموسيقى بيتهوفن في المهد»؟.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »

محاكم دبي تبرم مذكرة تفاهم مع «إماراتك»أبرمت محاكم دبي مذكرة تفاهم مع شركة «إماراتك» في خطوة مهمة نحو تسريع تطوير منظومة المحاكم
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »