لدينا جميعاً شخصياتنا الأدبية المفضّلة: الأبطال والبطلات في الروايات والمسرحيات الذين نحب أن نكوّن صداقات معهم في الحياة الواقعية، بل وندعوهم إلى العشاء في بيوتنا، والأشرار الذين نتوق إلى رؤيتهم يفشلون، ونتشفّى فيهم وهم ينالون العقاب في النهاية.
في المقابل، عاد ديفيد دامروش بعيداً بالزمن - إلى القرن الثاني قبل الميلاد. «خياري المفضل لكل من الشرير والبطل يجب أن يكون كلكامش، بطل أول تحفة عظيمة في الأدب العالمي». شرح رئيس قسم الأدب المقارن سبب كرهه وحبه لبطل بلاد ما بين النهرين في القصيدة الملحمية التي تحمل الاسم نفسه. «لقد بدأ في الواقع كشرير - ملك شاب صاخب، يضطهد رعاياه، يغتصب النساء في ليلة زفافهن، وينهب غابة مقدسة ويقتل صاحبها.
والرواية أكثر بكثير من مجرد قصة حب رومانسية، ففيها تتشابك الكراهية مع المحبة والانتقام مع المودة والشغف بين المحبين مع الفرق الطبقي بينهما، وهي من القضايا السائدة في الأدب الفيكتوري. كشف هيثكليف عن مدى هوسه بكاثرين بعد موتها بسنين: «لا أستطيع أن أنظر إلى أسفل.. ملامحها تتشكل في كل سحابة، في كل شجرة - نعم ملامحها تملأ الهواء في الليل، وتستولي على ملامح كل كائن في النهار».