السؤال الذي يطرحه عنوان هذا المقال على الرغم مما يبدو عليه من وجاهة، فإنه عند التمحص فيه يبدو تعسفياً. وربما تكون الصيغة الأكثر منطقية هي البحث عن أسباب اجتراح الغرب، لعصر الأنوار، وغياب ذلك، إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى في مجمل الشرق. فالأهداف والاستراتيجيات، هي استجابة لحاجة تاريخية، وهي رد فعل، شرطه القدرة على الفعل لمعالجة أوضاع تجاوزها التاريخ، ولم تعد مقبولة.
وفي القرن ذاته، بدأ التوسع الجغرافي؛ حيث بدأت البندقية رحلة الاكتشافات الجديدة، ليتبع ذلك، قيام كريستوفر كولمبوس عام 1498، باكتشاف القارة الأمريكية، ولتتوالى الاكتشافات، بما يستتبع ذلك من توسع في الممتلكات والثروات. وتلك أمور لم نجد ما يماثلها على الإطلاق في الشرق، بالعصر الحديث باستثناء التوسع العثماني، في العالم المجاور للسلطنة.
هذا التلاقح، بين الفكر، وبين العلم والتقانة والثورات الاجتماعية وحركة الإصلاح الديني، هو الذي صنع عصر الأنوار الأوروبي. لقد صنعت هذه العناصر مجتمعة هذا العصر. وفصل أي من هذه العناصر، عن مكونات هذا العصر، سيجعله مبتوراً وناقصاً. والحديث عنها بحاجة إلى وقفات طويلة، ليس هنا مكانها.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.