مثلاً: عندما اكتشفت أوروبا الفلسفة الرشدية وأدركت الأبعاد النهضوية فيها، لم تقل: أينبغي للكاثوليكيين أن يستمدوا الأفكار الرائدة من فيلسوف فقيه مسلم؟ أصلاً، لم توجد الحضارة التي نبتت ونمت من تلقاء نفسها، ولم تستعن في انطلاقتها بغيرها من الحضارات. هكذا كانت وهكذا ستكون.
تلك العقلية المنجذبة إلى ذاتها، قد تكون من بين ما يفسر انعدام وجود الدوافع إلى البحث والاستقصاء والذهاب إلى أبعد بعيد. أليس في هذا ما يفسر ضعف الرغبة في البحث العلمي؟ لك أن تسأل هنا: كيف يُعقل أن يظل الموسيقيون في أربعمئة مليون عربي، يدورون في قفص شكل واحد، الأغنية؟ أليس غريباً أن يحجم المشتغلون بالموسيقى عن اكتشاف ما في عالم الفن من عوالم الإبداع والتنوع اللامحدود؟ سامح الله الأساطين الكبار. وماذا عن الشعراء اليوم الذين انسحبوا من كتابة كلمات الأغاني، وتركوا الساحة لما ليس شعراً ولا نثراً.
عندما تجتاح هذه الظاهرة الميادين، فلا شك في أن أداء الأدمغة يحتاج إلى برمجة منذ البداية، لأن الخلل يصعب علاجه حين يستأسد. الحلول ضرورية لدى من لا يعرفون المستحيل. في السنوات الأخيرة ارتفعت أسهم «العصف الذهني» في الإمارات وفي العالم، ولغير العارف أثبتت العلوم العصبية أن مواجهة أفكار الآخرين تلعب دوراً فعالاً في تحفيز النشاط الدماغي، في المناطق المتعلقة بدمج المعارف، البحث، تنشيط الذاكرة ودعم التركيز والانتباه.
لزوم ما يلزم: النتيجة العصفية: إذا لم يستطع العرب الذهاب إلى بعيد بالعصف الذهني، فعليهم خشية أن يصبحوا عصفاً مأكولاً.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.