في هذا الواقع، وفي خضمّ تداخل التقنية الحديثة بكل أشكالها، مع الأمور التقليدية التي اعتدناها، حدثت تطورات أفرزت قضايا كان بعضها موجوداً، لكن على نطاقات محدودة، وتكاد لا يدري بها إلا قلّة قليلة؛ فثمّة ظاهرة كانت في المجتمعات أطلق عليها علماء الاجتماع وعلماء النفس، «التنمّر»، والمقصود بها التطاول الزائد والمبالغة في الإساءة أحياناً، وتتنوّع بين لفظية معنوية، وجسدية؛ الأولى بالتعدّي بالكلام والقول، بحيث يعتمد المتعدّي على ضعف الضحية أو قلّة حيلته، فيستغل هذا الضعف ويزيد في إزعاجه أو...
وهذه الظاهرة كانت تكثر في المدارس، بين الطلاب، بحيث كان الكبار أو الأقوياء منهم يسيئون إلى الصغار لفظاً أو ضرباً أو دفعاً.. إلخ، وهذا كان يشكل عقدة لدى هؤلاء، فيصبح المجيء إلى المدرسة أمراً مؤلماً، فضلاً عن الآثار النفسية التي تتراكم، وتؤدي إلى اضطراب النوم، والتقصير الدراسي. اليوم، ومع التطوّر التقني الكبير، ووجود وسائل التواصل بأشكالها كافة، انتقل بعض من هذا «التنمّر» إلى هذا الفضاء الإلكتروني، فصار مشكلة أدّت بكثير من مستخدمي التقنيات الحديثة من حواسيب وهواتف نقّالة وسواهما، إلى الابتعاد كلياً عنها ومقاطعتها، على الرغم من أن كثيراً منها يحوي فوائد معرفية وعلمية، ويسهّل الوصول إليها، وكذلك يسرّع منه.
لكن من أسباب «التنمّر» أيضاً، ولوج الأبناء إلى «الإنترنت» معظم الوقت وبدون توقيتات محددة، واستسهال تكوين الصداقات واستخدام تطبيقات قد تكون مضرّة، أو إدمان الألعاب العنيفة، أو تلك التي تتضمن إيحاءات سلبية، وعدم التواصل الأسري، وتفعيل قنوات الحوار والتصارح بين الآباء والأبناء بشأن السلوكات اليومية. المطلوب اليوم توافر جملة من القيم والاهتمامات، والوعي العميق والرؤية الصائبة، والحرص على الحيطة والانتباه الواعي لكل سلوك على هذه المواقع، حتى لا تكون ذريعة للمتنمّرين، لتنفيذ سلوكهم المأفون.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »