من المفارقات التاريخية والسياسية عدم قيام الدولة الفلسطينية أو الحيلولة دون قيامها وخصوصاً من قبل بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين وفقاً لنظام الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم الذي كان من أهدافه تصنيف الدول حسب تقدمها والعمل على استقلالها في النهاية .
والمفارقة الثالثة أن الإعلان عن الدولة العربية كان اسمياً ولفظياً لإدراك بريطانيا من ناحية أن الفلسطينيين وهم الأغلبية السكانية ويمتلكون كل غالبية الأرض لن يقبلوا بالقرار لأنه يتعارض مع هدف سياسة الانتداب وحق الشعب في تقرير مصيره، لكن الهدف هنا كان واضحاً وهو لا للدولة الفلسطينية حتى تقوم إسرائيل كدولة، فقيام الدولة الفلسطينية وفقاً للفكر الاستعماري والصهيوني يعني نفياً لقيام إسرائيل الدولة، وما زال هذا الفكر قائماً ومسيطراً، ولو كان عكس ذلك لقامت الدولة الفلسطينية.
ولم تتوقف عند ذلك؛ بل عملت على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتهويدية لكل الأراضي الفلسطينية والتعامل مع الشعب الفلسطيني ككتلة سكانية لها بعض المطالب والاحتياجات الاقتصادية، وتمارس عليه كل أشكال الحصار. ورغم اتفاق أوسلو الموقّع معها من قبل منظمة التحرير والذي كان الهدف البعيد منه قيام الدولة الفلسطينية إلا أنها حولته لاتفاق أمني، وهنا لا ينبغي التقليل من مسؤولية السلطة الفلسطينية.
والمفارقة السياسية الأخرى أنه وعلى الرغم من كثرة القرارات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة والتي تقرّ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إلا أن هذه القرارات بقيت مجرد غطاء يحفظ ماء وجه الأمم المتحدة، وبقيت بدون قوة للتنفيذ بسبب الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن والذي وفّر الحماية لإسرائيل وحال دون تطبيق الفصل السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ومن هذه العناصر لا يوجد إلا الشعب، فالأرض تسيطر عليها إسرائيل سيطرة كاملة وتتحكم في كل مواردها ومنافذها، والغرابة أنها من تمنح أو توافق على منح تراخيص للبناء الفلسطيني وألغت المنطقة «ج»، وتتحكم في من يدخل ويخرج. وأما السيادة فالسلطة لا تمارسها، حتى تصاريح لمّ الشمل وهي حق للمواطن الفلسطيني هي من توافق عليها. في سياق كل هذه المعطيات لم يبقَ من الدولة الفلسطينية إلا اسمها. والبديل لذلك هو الطريق الطويل للدولة الواحدة لكل مواطنيها.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: alkhaleej - 🏆 3. / 63 اقرأ أكثر »