default Author

بأيديهم قتلوا

|
مهدوا لنا الطريق وبسطوا لنا الحياة وحملونا من عصور الظلام والبدائية إلى المستقبل المشرق، ومن الأرض إلى عنان السماء، وقادوا البشرية للأمام علميا واقتصاديا باختراعاتهم التي يزخر بها التاريخ، لكن هذه الاختراعات لم تأت بسهولة، إذ فقد عديد من مخترعيها حياتهم في سبيل تطويرها وتحسينها والمؤلم أنهم فقدوها على يد اختراعاتهم!
قام هنري وينستانلي المهندس والمخترع الإنجليزي في 1696 ببناء منارة ضخمة بلغ طولها 110 أقدام، وأنارها بـ60 شمعة لتمييز الصخور الخطرة وتوجيه السفن القريبة، وبعدها بسبعة أعوام ضربت عاصفة قوية ساحل القنال الإنجليزي، ما أدى إلى انهيار المنارة وكان وينستانلي في داخلها!
أصيب الكيميائي والمخترع الأمريكي توماس ميدجلي الذي وصف بأنه أكثر المخترعين ضررا في التاريخ وأحد الآباء الأوائل للتغير المناخي ـ بسبب تطويره للرصاص المستخدم في البنزين ـ بشلل الأطفال أفقده الحركة، لذا قام باختراع نظام بكرة فوق سريره حتى يتمكن من رفع نفسه إلى وضعية الجلوس، ولم يمت ميدجلي بسبب البنزين المحتوي على الرصاص، بل مات حين التفت حبال بكرته حول عنقه وقتلته!
قام المهندس فاليريان باختراع مركبة السكك الحديدية عالية السرعة المسماة "إيراجون"، وهي عبارة عن قطار سريع وذلك بدمج عربة قطار مع محرك ومروحة طائرة في محاولة منه لصنع أسرع مركبة للسكك الحديدية في العالم، وفي رحلة العودة من إحدى المدن الصناعية السوفياتية، خرجت العربة عن المسار بسرعة عالية وتحطمت، لتقتل مخترعها وكل من هم على متنها! أما أولى ضحايا عصر الفضاء فهو الطيار ماكس فاليير الذي صمم مع اثنين من زملائه سيارة صاروخية تعمل بالصواريخ والوقود الصلب، ولكي تسير بشكل أسرع وتنطلق في النهاية من الأرض، جرب فاليير الوقود السائل في النماذج الأولية لطائرته، لينفجر المحرك ويقضى على فاليير في 1930.
وفي سعي المحرر الصحافي بولوك إلى تقليل العمالة المطلوبة لطباعة الأخبار. طور مكبسا دوارا يمكنه تغذية المطبعة باستمرار بالورق، ما يلغي الحاجة إلى التغذية اليدوية المستمرة وزيادة الإنتاج إلى نحو 11 ألف ورقة في الساعة، وفي أحد الأيام بينما بولوك يجري تعديلات بقدمه على المطبعة، التهمت ساقه وأصيب بالغرغرينة ومات من مضاعفاتها! أما المهندس والمصمم الأيرلندي توماس أندروز، مصمم السفينة الشهيرة "تايتانيك"، فقد كان على متنها في رحلتها الأولى والأخيرة في 1912، وبعد مساعدته الركاب للصعود على متن قوارب النجاة وارتداء ستر النجاة، جلس في غرفة التدخين في الدرجة الأولى وهو يحدق إلى لوحة بينما كانت السفينة تغرق في مياه المحيط.
إنشرها