عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التدخين الإلكتروني..النساء أكثر إدمانا من الرجال

«الصحة العالمية»: 22 % انخفاض أعداد المدخنين في المملكة

التدخين الإلكتروني..النساء أكثر إدمانا من الرجال
أكد مختصون أنه لا يوجد تقرير دقيق عن عدد المدخنين في المملكة، صادر من جهات محلية، وكذلك الحال بتفاصيل النسبة للمدن والمحافظات التي بها أكثرية تدخين، مشددين على أهمية رصد وتدقيق تلك المعلومات؛ كونها تسهل على المؤسسات ذات العلاقة إعداد التخطيط المناسب والجيد لإقامة برامج هادفة ومؤثرة ومساعدة على تخفيف أعداد المدخنين وصولا إلى مملكة صفر تدخين.
وأشاروا إلى أن هذا الأمر مناط بهيئة الإحصاءات العامة واللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، موضحين أن هناك استطلاعات تفيد بأن 27 % من الرجال و6 % من النساء مدخنون.
75 برنامجا سنويا توعويا للحد من التدخين
قال رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء لمكافحة التدخين سليمان الصبي، إن أحدث إحصائية أصدرتها منظمة الصحة العالمية تفيد بانخفاض أعداد المدخنين في المملكة بنسبة 17 إلى 22 %، بسبب تطبيق نظام مكافحة التدخين، وزيادة الأسعار على هذه المنتجات، مؤكدا أن هناك استطلاعات تفيد بأن 27% من الرجال و6% من النساء مدخنون.
وأضاف إنه لا يوجد تقرير دقيق عن عدد المدخنين في المملكة صادر من جهات محلية، وكذلك الحال بتفاصيل النسبة، المدن والمحافظات التي بها أكثرية تدخين، مستطردا: ولذلك نأمل أن تتبنى إحدى المؤسسات المعنية بتقييم حالة التدخين داخل المملكة هذا الأمر، ليسهل علينا إعداد التخطيط المناسب والجيد لإقامة برامج هادفة ومؤثرة ومساعدة على تخفيف أعداد المدخنين وصولا إلى مملكة صفر تدخين، ولكن هذا الأمر منوط بهيئة الإحصاءات العامة واللجنة الوطنية لمكافحة التبغ.
وأوضح الصبي، أن الجمعية تقيم سنويا بين 60 إلى 75 برنامجا وفعالية توعوية وعلاجية ميدانية في العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية، مؤكدا أن هناك إقبالا مميزا وملحوظا من جميع الفئات العمرية المستهدفة على الاستفسارات والاستشارات الطبية والنفسية، وبعض من الفحوص الميدانية التي تطبقها الجمعية لتكشف عن مخاطر التدخين، إذ يصل عدد المستهدفين تقريبا بين 200 إلى 350 مستفيدا، في البرنامج الواحد يلتحق منهم في البرامج العلاجية بعد الحصول على الاستشارات والفحوص نحو 35 %.
وأشار إلى أن حملات التوعية خلال 2021 - 2022 من البرامج والفعاليات الميدانية والحملات الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المسموع والمرئي، بلغت أكثر من 100 برنامج، موضحا أن جهود الجمعية في تقديم خدماتها متوفرة وفق نسب وهي 70 % توعية و20 % علاج و10% أنظمة وقوانين.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء لمكافحة التدخين، إن قصص النجاح، في الإقلاع عن التدخين، يمكن رصدها من خلال المتابعة الدورية لمن يخضع لبرنامج علاجي، حيث تستمر المتابعة لمدة ثلاثة شهور وحتى ستة أشهر من خلال فريق المتابعة للجمعية، وتصل فيها نسبة المقلعين في نهاية المطاف إلى 50 %، مضيفا: وهناك العديد من القصص لكثير ممن تركوا التدخين، منها قصة شخص عمره 60 سنة يحفظ القرآن الكريم منذ أكثر من أربعين سنة، ولكن لا يستطيع أن يتقدم لإمامة الناس بسبب التدخين، والحمد لله راجع الجمعية واستطاع النجاح في الإقلاع عن التدخين، وبدأ في ترديد كتاب الله إماما لحيهم.
وواصل: كذلك شارك مع الجمعية في التوعية ثلاثة أشخاص سعوديين ممن أصيبوا بسرطان الحنجرة، ولكنهم لم يستمروا طويلا، توفاهم الله بعد 5 إلى 6 سنوات رحمهم الله جميعا.
3 أسباب مجتمعية وراء «فخ التدخين»
فيما قال الأخصائي الاجتماعي نواف الصفياني، إن أسباب التدخين من الناحية المجتمعية هي: الأصدقاء، حيث تشكل النسبة الأكبر، ثم القدوة سواء الوالد أو الوالدة أو الأخ الأكبر إذا كان مدخنا، ثم الإعلام عبر تقليد دعائي. وهذا ما يستخدمه أكثر نسبة الفتيات في الوقوع بتجربة التدخين الإلكتروني، وأن أفضل طرق للإقلاع عن التدخين هو زيادة الوعي بشكل علمي ومدروس ومرئي عن مخاطر التبغ الاحتراقي والإلكتروني. وهذا يجب أن يكون أولا لدى المؤسسة الأسرية، ثم المؤسسة التعليمية، ومن ثم في جميع المؤسسات العامة والأهلية وخاصة الإعلام المرئي. مضيفا إنه عندما يكون التبغ في متناول الجميع وبدون رقابة على القيود العمرية لاستخدام التبغ هذا أولا، وثانيا عندما تنتشر مراكز بيع التبغ وأجهزة التدخين الإلكتروني في الأحياء وبكثافة ووجود إعلانات عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي مرخصة وغير مرخصة، تقوم بتسهيل بيع منتجات التبغ الإلكتروني، هذا سيكون سببا كبيرا لدخول فئات عمرية صغيرة في السن في استخدام أحد أنواع التدخين.
نظام للإقلاع عن التبغ
قال الاستشاري د. خالد الدخيل، إن التدخين سلوك معروف لدى من يمارسونه، وغيرهم، أنه مضر بالصحة، موضحا أن الذي لا يمارسه بشكل مباشر أو يستنشقه بكثافة يسمى بالتدخين القسري.
وأكد أن تدخين التبغ أو الإلكتروني يحتوي في طياته على مواد سامة، ومنها مواد قاتلة ومسرطنة تسبب العديد من الأمراض، وأخطرها جلطات القلب والدماغ والأمراض السرطانية على مستوى الأمعاء والرئة والأعضاء التناسلية لكلا الجنسين، موضحا أنه يتوفر في المملكة نظام سعودي للإقلاع عن التبغ، معتمد من وزارة الصحة، يحتوي على برامج علاج سلوكي معرفي ودوائي، تقدم في عيادات موزعة حول أرجاء المملكة في مؤسسات صحية تتبع لوزارة الصحة وجمعيات خيرية مختصة في مجال مكافحة التبغ.
واستطرد: وهنا لا بد من التأكيد على أن هذه الأدوية لا بد أن تؤخذ تحت إشراف طبي، لأن لبعضها أخطارا جانبية لبعض المراجعين، متابعا، أن الفرق بين أنواع التدخين سواء سيجارة أو شيشة في الإدمان والنيكوتين والقدرة عن الإقلاع، أن تدخين التبغ حسب منظمة الصحة العالمية، هو أن علبة السجائر تحتوي على 20 سيجارة، أما رأس الشيشة الواحد أو ما يسمى المعسل فيحتوي بين 70 إلى 100 سيجارة من حيث تأثير التبغ على الصحة، وبالتالي فإن الإدمان على التبغ يزيد مع ازدياد استهلاك الكمية سواء من السجائر أو الشيشة.
وأوضح أن إدمان النيكوتين، يرتبط بإدمان من نوع آخر وهو الإدمان السلوكي، حيث يكون أحيانا ضرورة كل ساعة لدى المدخن، مشيرا إلى أن مدمني الشيشة يحتاجون إلى وقت طويل وطقوس معينة يحبونها لاستخدامها.
ربع قرن معاناة
فيما يروي أحد المدخنين (تحتفظ «اليوم» باسمه حفاظا على الخصوصية) أن سبب وقوعه في التدخين: هو أنني حملت مسؤولية المنزل بعد وفاة والدي، وكان عمري آنذاك ١٦ سنة، وكنت من المتميزين في فصلي. ولكن مع مرور الزمن بدأت أعمل لكي أكفي نفسي وعائلتي في إحدى المهن كسائق، ومن ثم بدأت أشعر أنه لا يوجد رقيب يمنعني من الاستكشاف واستخدام عادت التدخين، وبالفعل بدأت بهذا الطريق إلى سن ٢٥ سنة، والآن عمري ٤١ سنة، وأشعر بنفسي ضيق ووخزات بقلبي، وعند مراجعتي الطبيب أكد لي وجود انسدادات في بعض شرايين قلبي، وتم إجراء زراعة شبكات، وطلب مني أن أقلع عن التدخين لكي أحافظ على جودة العملية ومنع تفاقم الحالة، لذلك لجأت لجمعية نقاء، وساعدوني من بعد الله على الإقلاع، ورسالتي أنني أدعو كل أب يقلع عن التدخين؛ لكي لا يدخل في نادي أمراض القلب أو السرطانات قبل فوات الأوان، وضياع أسرته من بعده، كما حدث معي بوفاة والدي بسبب التدخين وضاع تعليمي ومستقبلي.
تأثيرات ضارة بالبيئة
قالت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، إن أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية يتم إطلاقها في البيئة من استخدام السيجارة، 70 منها معروفة بأنها مواد مسرطنة.
وأشارت إلى أن الدراسات الاستقصائية لسلوك رمي القمامة، كشفت أن ما يقرب من 65 % من المدخنين يتخلصون من أعقاب السجائر بشكل غير صحيح مثل الأرصفة والشواطئ، مستطردة: وبناء على دراسة من وكالة حماية البيئة الأمريكية فإنه عندما يتم نقع أعقاب السجائر في المياه العذبة لمدة 96 ساعة يموت ما يقرب من نصف الأسماك فيها.
وأضافت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، أنه يتم التخلص من حوالي 4.5 ترليون سيجارة في البيئة كل عام، وأن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام.
مستفيد من عيادات الإقلاع عن التدخين
وذكر مدير برنامج مكافحة التدخين د. أمين آل غريب، أن رحلة العلاج للإقلاع عن التدخين تعتمد على مدى حالة المدخن واستجابته للعلاج باستخدام الأدوية البديلة للنيكوتين المعتمدة من وزارة الصحة، وفيما يخص المرأة الحامل، ذكر د. آل غريب أنه يتم علاج المرأة الحامل بداية الستة الأشهر الأولى بطرق سلوكية معرفية اجتماعية، وفي حال عدم استجابتها للإقلاع يتم إعطاؤها أقل جرعة دوائية، نظرا لزيادة نسبة خطورة التدخين عليها وعلى صحة الجنين في الثلاثة الأشهر الأخيرة. مشيرا إلى استفادة 12 ألف شخص من خدمات عيادات الإقلاع عن التدخين في المنطقة الشرقية خلال عام 2021 الماضي.