أخبار اقتصادية- عالمية

مزارع الأوركيد في تايلاند أمام خطر ثلاثي .. 20 % مقفلة منذ بداية الجائحة

مزارع الأوركيد في تايلاند أمام خطر ثلاثي .. 20 % مقفلة منذ بداية الجائحة

تواجه مزارع الأوركيد في تايلاند وضعا صعبا، نظرا إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام وتباطؤ الطلب، بفعل تضافر ثلاثة مخاطر تتمثل في الجائحة والحرب في أوكرانيا والتغير المناخي.
وتضم تايلاند - التي تعد أكبر منتج ومصدر لهذه الزهور في العالم - نحو 800 مزرعة، ويشير تجمع مصدري الأوركيد التايلانديين إلى أن مزرعة واحدة من كل خمس أقفلت منذ بداية الجائحة.
ويدير سومشاي ليردرنجويتاياشاي مزرعة تبلغ مساحتها نحو 20 هكتارا في مدينة ناكون باتوم على بعد 80 كيلومترا شمال غرب بانكوك، وفقا لـ"الفرنسية".
وزرعت في ممرات طويلة مسقوفة لحماية النباتات الهشة من الحرارة المرتفعة، مجموعة مميزة من الـ"داندروبيوم سونيا"، وهو نوع من الأوركيد الهجين يتميز بأوراقه البيضاء والأرجوانية الحساسة، ومطلوب كثيرا في الصين واليابان والولايات المتحدة.
ويتولى نحو 50 عاملا مهمة قطف الأزهار ووضعها في سائل كيميائي وتثبيت قنينة بلاستيكية تحوي فيتامينات ومغذيات حول أجذعتها، بهدف الحفاظ على نضارتها لمدة تصل إلى أسبوعين.
لكن زراعة الأوركيد تشهد مرحلة صعبة، إذ يعتمد سومشاي منذ عامين على مدخراته لدفع رواتب موظفيه. ويقول المزارع في تصريحات أمس، "إن سعر الأسمدة والمبيدات ارتفع 30 في المائة" تزامنا مع الجائحة والحرب الأوكرانية.
وتشهد مبيعات هذه الأزهار في الصين التي كانت تمثل 80 في المائة، من سوق صادراتها قبل الجائحة، انخفاضا هو الأسوأ منذ أن أعادت الدولة الآسيوية العملاقة إغلاق جزء من مدنها الكبرى.
ويوضح سومشاي أن "أحدا لا يتحمس لشراء الأوركيد، إضافة إلى أن نقل هذه الزهور يتسم بتعقيدات كثيرة". وفي حال نقلت الزهور عبر البر، ينبغي للشاحنات أن تعبر لاوس للوصول إلى الصين، فيما تؤدي الإجراءات الصارمة التي وضعتها بكين بين الدولتين إلى ازدحام شديد، إذ أصبحت الشاحنات تحتاج إلى ما بين ثمانية إلى عشرة أيام للوصول إلى وجهتها في مقابل ثلاثة أيام قبل فرض الإجراءات.
وأسوأ ما في الأمر هو أن الحدود تبقى أحيانا مغلقة ويضطر السائقون إلى التخلص من الشحنة على جوانب الطرق، إذ لا تستطيع الزهور الصمود أمام فترات النقل الطويلة.
وبينما يصدر سومشاي زهوره إلى الخارج بشكل مباشر، تمر آلية التصدير لدى معظم المزارعين بمصدرين كبار موجودين في بانكوك. ويدير ووثيتشاي بيباتمانوماي إلى جانب والده "صن إنترناشونال فلاور"، وهي إحدى شركات التصدير الرئيسة.
وكانت الشركة تصدر قبل الجائحة 3.6 مليون زهرة أوركيد شهريا إلى الصين واليابان وفيتنام والولايات المتحدة، فيما تصدر حاليا 1.2 مليون زهرة فقط واضطرت كذلك إلى التخلي عن نصف موظفيها. ويعد بيباتمانوماي "عام 2022 يمثل عاما صعبا على الصناعة".
وتضاعفت تكلفة النقل الجوي الدولي "ثلاث مرات وحتى أربع مرات" جراء الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط.
ونتيجة ذلك، اضطر إلى رفع سعر الزهرة الواحدة 20 في المائة، وأوقف عدد كبير من المستوردين وتحديدا في أوروبا التعامل معه وفضلوا شراء الزهور المحلية.
ويقول بيباتمانوماي وهو أيضا نائب رئيس تجمع المصدرين "طالبنا السلطات بتعويضات مالية، لكنّنا لم نحصل على أي منها".
وتشكل مسألة التغير المناخي مصدر قلق آخر، إذ انخفضت الحرارة في بداية نيسان (أبريل) من 36 إلى 21 درجة خلال يوم واحد في وسط تايلاند، وهو انخفاض أدى إلى عواقب وخيمة على الإنتاج.
ويقول بيباتمانوماي "نخشى أن تحدث هذه الظاهرة بشكل متكرر". أما الأمل الوحيد أمام منتجي الأوركيد فيتمثل في أن تبقى مبيعات الزهرة داخل اليابان مستقرة وأن تعاود المبيعات إلى الولايات المتحدة الارتفاع مع بدء موسم الأعراس وحفلات التخرج من الجامعات. ويأمل في أن يتمكن من بيع 20 مليون زهرة أوركيد هذا العام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية