أخبار

يوم التأسيس .. احتفاء بالدولة السعودية الأولى وتأسيسها

يوم التأسيس .. احتفاء بالدولة السعودية الأولى وتأسيسها

يوم التأسيس .. احتفاء بالدولة السعودية الأولى وتأسيسها

قبل "التوحيد" ولم الشمل على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كان "التأسيس" ثمرة للفكرة والبذرة التي زرعتها ورعتها "السعودية الأولى" بقيادة الأمير الإمام محمد بن سعود، انطلاقا من الدرعية، نواة الدولة السعودية العصرية.
أيام الوطن لا تعد ولا تحصى بمقياس الإنجاز والتضحية والرؤى الواعدة. ولكن الوطن أيضا يستحق منا وقفات استذكار ومحبة يضاف إليها اليوم "يوم التأسيس" 22 فبراير المرتبط تاريخيا ومفاهيميا بفعل قل أن تجد له مثيلا إلا في حواضر العالم العريقة حيث "دولة المدينة" المفهوم الكلاسيكي الذي يعود إلى ما يقرب من 500 عام قبل الميلاد. 
وهو ما مثلته الدرعية في وقتها الذهبي وتحديدا قبل أن يؤسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى في عام 1139/ 1727 بوصفها كيانا يشكل وحدة سياسية تمارس حكومتها السيادة الكاملة على أراضيها وجميع الطرق المؤدية منها وإليها.
وعلى الأخص طرق قوافل التجارة والحج، ما يجعلها مثالا جيدا على المدينة المكتفية بذاتها من الناحية الاقتصادية وجميع السبل اللازمة لتأمين أسباب العيش لسكانها والقابلة للتوسع مع الأيام.
إذ لم تقم الدرعية على العصبية القبلية أو الأسرة الواحدة على غرار غيرها من التجمعات السكنية المحيطة، إنما على أساس دولة مكونها العنصر العربي، استقبلت واحتفت بعديد من القادمين من خارج حدودها من العامة والخاصة.
وساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي حيث تقع على واحد من أهم الأودية في نجد وهو وادي حنيفة. عدا أنها تقع على أحد أهم الطرق التجارية القديمة، الذي يأتي من جنوب شبه الجزيرة العربية مرورا بنجران ثم يتجه شمالا إلى اليمامة ثم الدرعية حيث يتجه إلى الشمال نحو دومة الجندل وإلى الشرق نحو العراق وإلى الغرب نحو الحجاز. ويعد هذا الطريق هو طريق الحاج القادم من فارس والعراق ووسط آسيا الذين كانوا يواصلون سيرهم عبر الدرعية إلى مكة المكرمة.
موقع جغرافي استراتيجي ومزايا تجارية واقتصادية فهمها الأمير الإمام محمد بن سعود وترجمها سياسيا ودبلوماسيا ليقود الدرعية من مرحلة المدينة إلى مرحلة الدولة التي عرفت تاريخيا بالدولة السعودية الأولى.
ويبقى أن الاحتفاء بهذا اليوم من كل عام يعد تعبيرا واجبا وملهما نحو ما تمثله هذه المرحلة من نواة سابقة لزمنها وصولا إلى ما تعيشه الدولة السعودية العصرية اليوم بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من نقلات نوعية برؤى واضحة وأهداف ملموسة تحقق منها الكثير ولا يزال العمل مستمرا ومتواصلا حتى تكون السعودية نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على الأصعدة كافة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار