مظاهرات السودان: إغلاق "جزئي" لشوارع رئيسية في الخرطوم في ثاني أيام العصيان المدني

أحد الشوارع في السودان

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، عصيان مدني في السودان

يستمر الأربعاء لليوم الثاني على التوالي إغلاق "جزئي" لشوارع رئيسية في العاصمة السودانية الخرطوم، لا سيما إلى الشرق ومنطقة برّي. بينما تتأثر مناطق أخرى من العاصمة مثل الديوم الشرقية، والغربية، والصحافة بإغلاق لشوارع فرعية.

وعلمت بي بي سي أن الحركة عادية في باقي أحياء العاصمة وكذلك في مدينة أم درمان.

ودعا نادي مستشاري وزارة العدل أعضاءه إلى الدخول في إضراب لثلاثة أيام اعتبارًا من أمس الثلاثاء، وذلك احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين .

وصدرت دعوات للعصيان المدني لمدة يومين اعتبارًا من أمس الثلاثاء، من قوى سياسية، على رأسها تحالف قوى الحرية والتغيير.

ويصرّ محتجون في السودان على رفض استيلاء الجيش على الحكم، ويطالبون بحكم ديمقراطي.

استجابة "جزئية"

وشهدت الخرطوم أمس الثلاثاء استجابة "جزئية" لدعوات عصيان مدني انطلقت في أعقاب مقتل سبعة متظاهرين وإصابة العشرات في مواجهات مع قوات الأمن يوم الاثنين.

ورفض ناشطون سودانيون إعطاء نسبة لمشاركة المواطنين في العصيان المدني، قائلين إن "مواصلة حالة العصيان بأي نسبة كانت، تعدّ مؤشرا إيجابيا".

ورُصد تراجُعٌ في حركة النقل في الخرطوم يوم أمس الثلاثاء مقارنة بالأيام السابقة. كما أغلق عدد محدود من المحال التجارية في الشوارع الرئيسية أبوابه أمام الزبائن.

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط ما لا يقل عن 71 قتيلا في الاحتجاجات، بحسب نقابة الأطباء.

وشكّل حاكم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، لجنة للتحقيق في مقتل سبعة متظاهرين يوم أمس الأول الاثنين.

"انسحاب من العاصمة"

عبد الفتاح البرهان

صدر الصورة، AFP

وأفاد موقع سودان تريبيون اليوم الأربعاء، بأن تعليمات صدرت إلى الجماعات المسلحة السودانية الموقّعة على اتفاق جوبا، بالانسحاب من العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى.

وكانت الحكومة الانتقالية السابقة في السودان،قد أبرمت في جوبا عاصمة جنوب السودان، اتفاق سلام مع تحالف من الجماعات المسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

ونصّ الاتفاق على دمج مسلحي تلك الجماعات في قوات الجيش النظامي بعد تدريبهم.

وبعد توقيع اتفاق السلام، نشر عدد من تلك الجماعات قوات في العاصمة السودانية الخرطوم.

وفي اجتماع رأسه الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في البلاد، صدرت تعليمات إلى الجماعات المسلحة السابقة بجمع مقاتليها خارج الخرطوم ومعسكرات أخرى.

ومؤخرًا، دعا حاكم ولاية شمال دارفور، الجماعات المسلحة إلى مغادرة عاصمة الولاية -الفاشر- بعد هجمات متعددة نفذها مقاتلو تلك الجماعات على معسكر تابع للأمم المتحدة ومخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي.

"أصدقاء السودان"

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

ووصل إلى الخرطوم صباح اليوم الأربعاء وفد أمريكي يضم المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي فيي.

وذكرت السفارة الأمريكية في الخرطوم، عبر موقع تويتر، أن فيي وساترفيلد عقدا اجتماعات مع أسر ضحايا قتلوا خلال الاحتجاجات، حسبما أوردت وكالة فرانس برس للأنباء.

كما التقيا بأعضاء في تجمع المهنيين السودانيين، الذي لعب دورا أساسيا في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019، ويدعو باستمرار لتظاهرات ضد الحكم العسكري.

ومن المقرر أن يلتقي الدبلوماسيان مع أشخاص آخرين من بينهم قادة عسكريون وشخصيات سياسية.

وتأتي الزيارة في وقت يجري فيه المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس مباحثات في الخرطوم، مع عدد من القوى السياسية، حيث التقى قبل أيام ممثلين لتجمّع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي السوداني، وعدد من ممثلي لجان المقاومة بالخرطوم، ومجموعات نسائية، بالإضافة لقوى إعلان الحرية و التغيير.

وكان الوفد الأمريكي قد بدأ جولة إقليمية في الرياض حيث التقى المسؤولين السعوديين، وشارك في مؤتمر مجموعة أصدقاء السودان بمقر وزارة الخارجية السعودية أمس الثلاثاء، حيث أكد المجتمعون دعمهم للعملية السياسية في السودان ولجهود الأمم المتحدة في هذا الصدد.

وتضم المجموعة كلا من السعودية، والإمارات، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، والنرويج، بالإضافة إلى المسؤولين المعنيين من منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.

وأعربت الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء عن قلقها من تصاعد العنف ضد المتظاهرين في السودان.