تخطي إلى المحتوى الرئيسي

قتلى في تفجير حافلة عسكرية في دمشق وقصف صاروخي دام على محافظة إدلب

قتل ما لا يقل عن 14 شخصا في تفجير بعبوات ناسفة استهدف الأربعاء حافلة عسكرية في دمشق، وفق ما ذكر الإعلام السوري. وفي محافظة حماة وسط سوريا قتل أيضا ستة عناصر على الأقل من قوات الدفاع الوطني السوري الموالية لدمشق في انفجار داخل مستودع ذخيرة. وبعد ساعات من حادثة دمشق أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم مدنيون قتلوا في قصف صاروخي لقوات النظام استهدف مدينة أريحا بمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

صورة وزعتها وكالة الأنباء السورية (سانا) لحافلة للجيش بعد تعرضها لتفجير في العاصمة دمشق في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2021
صورة وزعتها وكالة الأنباء السورية (سانا) لحافلة للجيش بعد تعرضها لتفجير في العاصمة دمشق في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2021 © أ ف ب
إعلان

أسفر تفجير بعبوتين ناسفتين استهدف صباح الأربعاء حافلة عسكرية في دمشق عن مقتل 14 شخصا على الأقل، وفق ما ذكر الاعلام السوري، في حصيلة دموية هي الأعلى في العاصمة السورية منذ سنوات.

كما قتل ستة عناصر من قوات الدفاع الوطني السوري الموالية لدمشق الأربعاء في انفجار داخل مستودع ذخيرة في محافظة حماة في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 ولم تتضح ملابسات الإنفجار حتى الآن وما إذا كان حادثا عرضيا أم نجم عن عبوة ناسفة، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً عن إصابة أكثر من سبعة مسلحين بجروح من قوات الدفاع الوطني، التي تُعد من أبرز وأكبر المجموعات المسلحة الموالية لقوات النظام.

وبعد وقت قصير من انفجار دمشق، استهدفت قوات النظام بقصف صاروخي منطقة مكتظة في مدينة أريحا في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) على نحو نصف مساحتها، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا، غالبيتهم مدنيين وبينهم أطفال في حصيلة تواصل الارتفاع وتُعد الأكثر دموية في تلك المنطقة منذ عام على الأقل.

مقتل 11 مدنيا على الأقل في قصف صاروخي للجيش السوري على أريحا

وأفاد مصدر عسكري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "حوالي الساعة 6,45 من صباح اليوم وأثناء مرور حافلة مبيت عسكري في مدينة دمشق بالقرب من جسر السيد الرئيس تعرضت الحافلة لاستهداف إرهابي بعبوتين ناسفتين تم لصقهما مسبقاً بالحافلة".

وبينت الصور التي نشرتها وكالة سانا عناصر من الدفاع المدني يخمدون الحريق في الحافلة المتفحمة، فيما كان يتصاعد منها الدخان قرب الجسر الذي يقع في وسط دمشق في منطقة ما تشهد اكتظاظاً خلال النهار كونها تُشكل نقطة انطلاق لحافلات النقل.

وحتى الآن لم تتبن أي جهة الانفجار.

وقال سلمان، الذي يعمل في محل لبيع الخضار في المنطقة "لم نشهد منذ فترة طويلة حوادث من هذا النوع، اعتقدنا أننا ارتحنا منها".

ويُعد تفجير الخميس الأكثر دموية في العاصمة السورية منذ العام 2017، حين أودى تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في آذار/مارس 2017 واستهدف القصر العدلي بحياة أكثر من 30 شخصاً. 

وسبقه في الشهر ذاته، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام، واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من سبعين شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.

وخلال سنوات النزاع المستمر منذ 2011، شهدت دمشق إنفجارات ضخمة تبنى معظمها تنظيمات جهادية.

إلا أن هذا النوع من التفجيرات تراجع بشكل كبير لاحقا بعدما تمكنت القوات الحكومية منذ العام 2018 من السيطرة على أحياء في العاصمة كانت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعلى مناطق قربها كانت تعد معقلاً للفصائل المعارضة.

وإن كانت التفجيرات الضخمة تراجعت إلى حد كبير في دمشق، إلا أن العاصمة السورية لا تزال تشهد في فترات متباعدة تفجيرات محدودة بعبوات ناسفة.

وفي مناطق أخرى في سوريا، تتعرض قوات النظام بين الحين والآخر لهجمات عادة ما تستهدفها بعبوات ناسفة، إن كان في وسط البلاد أو شرقها حيث لا يزال يتوارى عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، أو جنوباً حيث طغت الفوضى الأمنية منذ سيطرة القوات الحكومية على محافظة درعا.

"ما الذنب الذي اقترفناه"

دفعت الحرب التي أودت بحياة نحو نصف مليون شخص، أكثر من نصف سكان سوريا إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها. واستنزفت الاقتصاد ومقدراته ودمرت البنى التحتية والمرافق الخدمية. وتشهد البلاد راهناً أزمة اقتصادية خانقة تفاقمها العقوبات الغربية. 

وخلال سنوات الحرب الأولى، خسرت قوات النظام مناطق واسعة على يد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية، إلا أنها منذ العام 2015، وبدعم جوي روسي ومن مقاتلين إيرانيين وحزب الله اللبناني، بدأت تتقدم تدريجياً، حتى باتت تسيطر اليوم على نحو ثلي مساحة البلاد.

ولا تزال مناطق واسعة غنية، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، وأخرى في إدلب ومحيطها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وتلك الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال البلاد.

ونفذت قوات النظام آخر هجوم عسكري واسع لها قبل أكثر من عام ونصف في إدلب. وتمكنت بدعم روسي وبعد ثلاثة أشهر من العمليات العسكرية من إتمام السيطرة على نصف مساحة المحافظة.

ويذكر أنه منذ آذار/مارس 2020، يسري وقف لإطلاق النار في المنطقة لكنه يتعرض لخروقات عديدة، وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لقصف لقوات النظام وغارات روسية، ما يسفر عن سقوط قتلى من المقاتلين والمدنيين.

استهداف سوق في مدينة أريحا

والأربعاء، قتل 13 شخصا، بينهم عشرة مدنيين وضمنهم ثلاثة أطفال، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف سوقا في وسط مدينة أريحا، في ريف إدلب الجنوبي، أثناء توجه الأطفال إلى مدارسهم.

وتواصل حصيلة القتلى الارتفاع منذ الصباح، وفق المرصد الذي أفاد عن إصابة 26 شخصا بجروح.

وقال بلال تريسي، الوالد لطفلين ويقطن قرب المنطقة المستهدفة "عند الساعة الثامنة صباحاً استيقظنا على قصف ينهال علينا، ارتعب الأطفال وباتوا يصرخون، لم نعرف ماذا نفعل وأين نذهب ولم نعد نرى شيئاً جراء الغبار حولنا".

وتابع "قصفونا في الحارة وفي السوق، هناك أطفال ماتت وأشخاص فقدوا أطرافهم.. لا نعرف لماذا، ما هو الذنب الذي اقترفناه؟".

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.