عزيمة المملكة

الأحد ٤ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٤ مساءً
عزيمة المملكة
بقلم : د. عبدالله بن مترك

في زمن تداعيات كورونا، دعم متواصل لا ينقطع، تحفيزات حكومية مستمرة، ومساعدات مباشرة وغير مباشرة للفئات المستهدفة، رؤية تواصل تحقيق برامجها وخططها وكأن شيئًا من لم يكن.

نبرة تفاؤل في أحاديث ولاة الأمر تؤكد بأنه يمكن تلافي ما خلّفته الجائحة من أضرار، فتشع الأمل في نفوس الجميع.. هذا هو المشهد اليوم في المملكة العربية السعودية، التي نجحت حتى هذه اللحظة في تجاوز المراحل الصعبة من تاريخ الجائحة، وفي طريقها لاستكمال المشوار الذي بدأته حتى نهايته، وسط ترقب العالم كيف تتصرف السعودية بإنسانية مفرطة مع شعبها والمقيمين على أرضها، لتتجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العالم الحديث.

دعوني أؤكد أن الجائحة بكل تداعياتها كشفت الدول على حقيقتها، وأكدت معدن كل حكومة وصدقية ما كانت تدعيه من نبل الأخلاق العالية والشعور بالإنسانية والمحافظة على المواطن، هذه الجائحة أثبتت أن المملكة كانت في وادٍ، والعالم كله في وادٍ آخر، بعدما تابعنا كم المحفزات التي قدمتها المملكة للمواطن والمقيم والقطاع الخاص من مساعدات تخفف بها على الجميع أضرار الجائحة، ولعل كان آخر هذه المساعدات الأمر الملكي الذي وجه بإعفاء التوريدات العقارية من ضريبة القيمة المضافة، وفرض ضريبة بمسمى “التصرفات العقارية” على التوريدات العقارية بنسبة قدرها 5% فقط، في إشارة واضحة على أن المساعدات لا تخص تداعيات الجائحة فحسب، وإنما تشمل معيشة المواطن العادي وحرص الدولة على دعم المطور والمستثمر العقاري، حتى تواصل الحياة دورتها العادية.

مشهد المملكة في تعاملها مع الجائحة مُفرح، ويبعث على الاطمئنان، ويزداد المشهد فخرًا عندما تقود المملكة العالم من خلال رئاستها لقمة قادة العشرين في نوفمبر المقبل، في هذا الشهر سيوجه العالم بوصلة اهتمامه صوب العاصمة الرياض، ويترقب كيف ستقود تلك الدولة الإسلامية العربية الشرق أوسطية أكبر اقتصادات العالم، لتحديد أولويات الاقتصاد العالمي وتوجهاته واهتماماته، يضاف إلى ذلك أن المملكة لن تمثل نفسها في هذه القمة، بقدر تمثيلها لدول العالمين العربي والإسلامي، فضلًا عن دول العالم الثالث في الكون.

القمة المرتقبة رغم أنها ستنطلق عبر الاتصال المرئي، إلا أن المملكة استعدت لها جيدًا، ووضعت جدول أعمالها بكل دقة، من أجل تعزيز الجدوى منها، والوصول بها إلى أبعد نقطة من النجاح المنتظر، وغدًا سوف نرى ذلك على أرض الواقع.

توقعاتي لمشهد المملكة الجديد بعد النجاح المرتقب لقمة العشرين، أنها ستنطلق نحو آفاق واسعة من النمو والازدهار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وستحقق كل ما يحلم بها الشعب، ويخطط له القادة، وتزيد من غلة إنجازاتها، وهذا ليس غريبًا أو مستحيلًا إذا عرفنا أن الجائحة لم تعطل مسيرة رؤية 2030 يومًا واحدًا، إذ واصل القائمون عليها برامجهم وخططهم بالوتيرة نفسها التي كانوا عليها قبل ظهور الجائحة في مارس الماضي، في رسالة مهمة حرصت المملكة على توجيهها لمن يهمه الأمر، وهي أن المملكة قررت التغيير الحقيقي، وسلكت طريق الإصلاح الشامل وعازمة عليه.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عبدالله المصري

    إذا ارادت المملكه شيئاً فلابد ان يستجيب القدر !!!
    يبدوا ان هذا الشخص نسي ان القدر بيد الله وان الكون كله تحت مشيئه الله وقدره وليس القدر الذي تحت مشيئة المملكه.
    اين علماء المملكه من هذه الكلمه !!!