وفي النظري أيضاً أن هذا عمل مستمر لا ينقطع إلا ليُستأنف من مكان جديد حسب معطيات التاريخ والجغرافيا والاجتماع.
من هذه الأوهام وهم الزعيم بورقيبة الذي يتحول إلى آيديولوجيا كاملة ومغلقة. يرى قطاع واسع من النخبة أن الرجل وسياساته تبقى دوماً فوق النقد، فلا يتعرض له أحد إلا رُجم بالرجعية والتخلُّف والدعوشة. تقديس الزعيم يُترجَم عبر تقديس مكاسب تُنسب إليه مثل مكسب تطوير التعليم وتحرير المرأة وبناء الدولة الوطنية. وهذه الفروع من أكبر أوهام الدولة التونسية ونخبتها. التقديس يمرّ بعملية ديماغوجية شرسة تلغي التاريخ الذي سبق الزعيم، إذ نجد أن التعليم في تونس قد ترسخ منذ قرون وانطلق فعلاً عبر جملة من الإصلاحات قبل دخول الاستعمار نفسه. لكن الاستعمار خرّب تجربة التحديث الأولى، ورغم ذلك لم ينفكّ التونسي الميسور الحال عن التعلم.
يوضع كل هذا في قالب مُعَدّ مُسبَقاً يُسَمَّى قالب بناء الدولة الاجتماعية، في حين تكشف معطيات التاريخ أن الدولة البورقيبية خلقت الفوارق الاجتماعية بين الفئات والمناطق وكرّست ميزاً فاحشاً انتهى إلى ثورة مطلبها الأهمّ القضاء على هذه الفوارق.
لذلك وجدناها تنحاز للباجي قائد السبسي في 2012-2019 وتدافع عن مشروعه الذي ليس أكثر من ترقيع للمشروع البورقيبي المنهار أمام الثورة . ثم تنحاز بشكل فاضح لرميم منظومة الباجي المنهارة فتقف مع الزبيدي ثم مع القروي ، ثم تخسر فتعلن النفير على انهيار المشروع التقدمي أمام زحف الرجعية الإسلامية.
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »