قال أبو عبدالرحمن: هذه الكلمات الثلاث يسمونها ؛ ذلك أن زمام الإنسان؛ وهو العبد الضعيف في شد وجذب بين هذه القوى؛ وإذا رأيت صوفياً مرسلاً لحيته، مسبلاً شواربه، ينثر الكحل في محاجره كيفما اتفق حتى ينثال على وجنتيه: فاعلم أنه يدعي حالة الوعي.. نعم هم يسمون غيبوبةً وذهولاً وفناءً؛ ولكنها على الحقيقة حسب زعمهم: وعي بما وراء الحجب..
قال أبوعبد الرحمن: الخلق السوي، والسلوك السوي، والمعرفة السوية: تجدها عند قلائل أحكموا الاتزان بين تلك القوى الثلاث ؛ فلم يتيحو لطرف منها أن يشكو الضيم والحيف من تسلط الطرف الآخر؛ فإن عبثوا بعواطفهم: وجدته عبثاً يبتسم له الفكر؛ وإن أخذوا بعزائم الفكر: وجدت ذلك في جذل من العاطفة.. ولا يعدم هؤلاء لحظات من الوعي والإشراقة تتأتى لهم من إيمانهم إن كانوا أتقياء، ويتأتى لهم إنذار من قوى الغيب إن كانوا أشقياء؛ فيغمرهم معارف لا بأس أن يسموها مشاعر؛ لأنهم لم يكتسبوها بتفكير..
قال أبو عبدالرحمن: إن معيار السوية في معرفة هؤلاء يتأتى من حسن التنظيم بين تلك القوى الثلاث؛ وذلك الحسن ناتج عن إدراك أن ما يسمى معرفة حقيقةً هو قناعة القلب الذي يسميه أرسطو ؛ وأصدق منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علق صلاح الجسد بصلاح القلب؛ وأما ملكات العقل، ونوافذ الحس: فإنما هو وسائل لتحصيل المعرفة، وتنظيمها، واستذكارها وقياسها.. والذي يحدد سلوك الإنسان ويسيره صحة المعرفة وصدقها..
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: cnnarabic - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: skynewsarabia - 🏆 19. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: skynewsarabia - 🏆 19. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: almowatennet - 🏆 15. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: twasulnews - 🏆 3. / 68 اقرأ أكثر »