إن الدراما الجيدة التي تكون في سياق اجتماعي يجب أن تكون انعكاسا لواقع المجتمع الذي تقدم من خلاله، وتحرص على تطويره وإبراز قضاياه وملامسة مشكلاته؛ لكي تكتمل الصورة عند أصحاب القرار في محاولة معالجتها، أو تضيف خبرات جيدة تساعد الفرد في التعايش معها، ولهذا يرتبط الجمهور في هذا المجتمع بالدراما التي تحاكي واقعه ولا يمكن هذا إلا أن ينشأ هذا العمل الدرامي كتابة وتجسيدا وإخراجا من أبناء هذا المجتمع ممن يعيشون أحواله ويتلمسون احتياجاته ولديهم الحس الفني والإبداعي في القيام به وتشخيص أبطاله.
الدراما تؤثر في المجتمع وتتأثر به، وكاتب العمل الدرامي فرد يعيش في هذا المجتمع يتعامل مع قضاياه ويحيا همومه ويتفاعل مع غيره من أبناء هذا المجتمع، ويستشعر المسؤولية في ذلك، فيقدم لنا أعمالا درامية تصب في بوتقة مصلحة المجتمع وتصهر وجهة نظره وآماله وآلامه مع الألوف من بني مجتمعه ليأتي مخرج هذا العمل ليعكس هذا العمل المكتوب إلى لوحات فنية ويحكي لنا القصة من خلال صور إبداعية متسلسلة للأحداث بالإضافة إلى أداء شخوص العمل في تجسيدها بحرفية عالية تعكس روح مجتمعنا.
نتكلم اليوم والجميع يعلم أهمية دور الدراما الثقافي المهم في توعية وترفيه وتسلية وتغذية المجتمع بالتجارب الحياتية الإيجابية أو الرسائل الإرشادية المختلفة وفق حاجات المجتمع، ولكن لا نريد أن تكون وسيلة أو أداة لتقويض منظومة قيم المجتمع وجهوده التي بناها على سنين طويلة، وهي تدخل كل منزل بدون استئذان، لانتشارها على القنوات الفضائية أو منصات المشاهدة الالكترونية، وبالتالي قدرتها على جذب انتباه المشاهدين بعناصر التشويق والإثارة.
ونحن في بداية ازدهار فلسفة ثقافية جديدة تعول على أحد أدواتها وهي الدراما أن تواكب ما نعيشه اليوم من تطورات كبيرة في مجتمعنا؛ لأنه شئنا أم أبينا هي جزء من توثيق تاريخ هذه الحقبة وأحد أدواتها في إبراز وتجسيد الحضارة والرقي والتطور بالإضافة إلى معالجة قضايا المجتمع الحالية وإعطاء رسائل هادفة تعكس ثقافة التسامح والانفتاح على الآخر والوسطية وإبراز ما تتمتع به بلادنا من مناطق عمرانية متطورة ومشروعات سياحية وترفيه كبيرة ومناطق تراثية وتاريخية عريقة.
إن مسؤولية مؤسساتنا الثقافية والإعلامية اليوم هي تعزيز الجهود في تأصيل الانتماء للوطن في المقام الأول، ونقل صور جميلة عن تراثنا وقيمنا وأخلاقنا وطبيعتنا المعيشية وثقافتنا في الأكل والملبس بأزيائه الفريدة المتنوعة وذلك لا يقتصر على الصعيد الداخلي فقط رغم أهميته، ولكن على هذه الجهود الثقافية والإعلامية أن تسعى إلى تحقيق رسم الصورة الكبيرة عن المملكة وشعبها وهويتها على الصعيد الخارجي كذلك وأن تعكس الحقيقة عن أبناء هذا الوطن الوفي..
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: AlRiyadh - 🏆 23. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: al_jazirah - 🏆 12. / 63 اقرأ أكثر »