الكتاب:"الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب: نحو مقاربة تأصيلية تفكيكية لظاهرة الإسلاموفوبيا"استأثرت ظاهرة الإسلاموفوبيا بكم هائل من الدراسات والبحوث الأكاديمية فضلا عن التقارير الإعلامية، وتكثف زاوية معالجة أغلب هذه المساهمات على رصد الظاهرة، وتقديم وصف دقيق لمظاهرها المختلفة، ومحاولة فهم أسبابها ومحدداتها، وجذورها في العقل الغربي عموما والأوربي خصوصا، فيما اتجهت مساهمات أخرى إلى بحث خلفياتها ودراسة آثارها وتداعياتها على الاستقرار السياسي وعلى السلم الاجتماعي في عدد من الدول الغربية،...
على أن مساهمة التجاني بولعوالي لم تتوقف عند حدود الفهم والتفسير، بل اتجهت إلى التركيب، أو بالأحرى إلى التغيير، وذلك بمحاولة التعمق في اجتراح البدائل الممكنة والطرائق المسعفة لتبديد هذا الخوف بين الطرفين. منذ البدء، يقرر الكاتب حقيقة أساسية، كون أي محاولة جدية لتجاوز الخوف المتبادل بين الإسلام والغرب، تفترض الإقرار بحدوث تحولات مهمة للإسلام في أوروبا، فلم يعد مسلمو الغرب، يمثلون الصورة التقليدية، للمسلمين القادمين إلى أوروبا من بلدانهم الأصلية، بل صاروا يمثلون جزءا أساسيا من الهوية الأوروبية. كما أن الغرب نفسه، عرف تحولات مهمة في نظرته إلى الإسلام، وذلك بفضل أدبيات معرفية موضوعية ومنصفة، ساهمت في تكسير الصورة النمطية التي كانت تروج حول الإسلام.
ومما ساعد الباحث في تعزيز هذه الأطروحة، هو المنهج التفكيكي الذي انتهجه، والذي جعله يتحرر من المركزية الأوروبية، ويضع كل شيء في دائرة التساؤل والشك، ويرسخ مفهوم التعدد، ويفسح المجال لتفهم الهويات والثقافات المختلفة، بإعمال مبدأ الاختلاف واحترام الآخر.
وقد تناول الباحث هذا القسم في أربعة فصول أساسية، عرض في الأول، رؤية الفيلسوفة الأمريكية مارتا نوسباوم الموضوعية حول إشكالية اللاتسامح الديني المعاصر اتجاه الإسلام والمسلمين، في حين خصص الفصل الثاني، لبيان الصور والأدوات التي يشتغل بها الإعلام الغربي لتعزيز ظاهرة الخوف من الإسلام، وكيف يتفنن في استعمال آليات التنميط والتضخيم والإحصائيات، مما يسقطه في التوظيف الإيديولوجي المتجرد من الموضوعية والإنصاف.
في حين استفاد الباحث من حقل علم الاجتماع، في الفصل الثاني، فعرض لظاهرة الإسلاموفوبيا باعتبارها فصلا من فصول العنصرية الجديدة، محاولا تفسيرها بتصاعد موجة المد العنصري في أوربا ضد المسلمين والأجانب، وكيف يترتب عن هذه السياسة العنصرية ظاهرة الانعزال عن المجتمع، لاسيما لدى فئة من الشباب المسلم، وأن من شأن هذا أن يهدد التماسك الاجتماعي، ليلخص الكاتب من ذلك إلى توصية مهمة تتعلق بضرورة وحيوية واستراتيجية مواجهة الإسلاموفوبيا لتأمين التماسك الاجتماعي في أوروبا.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: Arabi21News - 🏆 26. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: cnnarabic - 🏆 5. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: RTARABIC - 🏆 28. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: almowatennet - 🏆 15. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: Akhbaar24 - 🏆 4. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: France24_ar - 🏆 24. / 51 اقرأ أكثر »