الرحمة زينة القلوب المؤمنة، فهى سمات القلب النابض بالإيمان، فالرسول، صلى الله عليه وسلم، هو نبى الرحمة وحثنا على الرحمة ليس بالإنسان فحسب؛ بل بالحيوان والطير والحشائش، وكل ما يحيط بنا في الحياة.
ما نلقاه اليوم من جرائم، ووحشية البشر لأقرب من يكون لهم من الضعفاء أو المستضعفين أو الصغار، يدل على توقف تلك القلوب عن الإحساس، وأقرب ما يقال عليها قلوب ماتت عن ذكر الله.. فذكر الله ليس ترطيبًا للألسنة فحسب؛ ولكنه يزرع الرحمة في القلوب، ويجعل ما بينها الرحمة والمودة، فالإيمان هو من يمد الإنسان بتلك الصفات التى تجعل الحياة بها إنسانية.
الإسلام دين الرحمة
فالرحمة فى السيرة النبوية والقرآن الكريم لا تقتصر على الإنسان، ولكن لكل المخلوقات.. فأرسله الله تعالى رحمة للعالمين.
يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، في حديث آخر: "أنا محمد وأحمد والمقفَّى، وأنا الحاشر، ونبي التوبة ونبي الرحمة". وباب التوبة مفتوح حتى يوم القيامة.
فمن مواقف الرسول كان إذا رأى طفلاً أو صبيًّا يبكي جلس وبكى معه؛ إذ يشعر في وجدانه بألم الأم وعذابها.
ففي الحديث الذي يرويه أبو هريرة- رضي الله عنه- نجد نموذج هذه الرحمة، وهذه الشفقة التي لهجت بها الألسن؛ إذ يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وَجْد أمه به".
فكانت صور ومواقف الشفقة على الأطفال والصغار عند رسول فى السيرة النبوية متعددة، فكثيرًا ما ذهب إلى الأسرة التي ترضع ابنه إبراهيم، حيث يأخذه في حجره طويلاً، ويقبله ويعطف عليه.
وعندما رأى الأقرع بن حابِس التميمي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يقبل الحسن والحسين- رضي الله عنهما- ويأخذهما في حضنه، قال: "إن لي عشرة من الولد، ما قبَّلتُ منهم أحدًا"، فنظر إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "من لا يَرْحم لا يُرحم".
وفي حديث آخر: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وجاء أعرابي إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: تقبّلون الصبيان؟ فما نقبّلهم. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أوَ أملك لك إن نَزَع الله من قلبك الرحمة".
قصص ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال