كنت في السابعة عشرة من عمرى، حين التقيت عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، ومنذ ذلك التاريخ البعيد، ما زلت أذكر أن مستقبلى تحدَّد في ذلك اليوم، كنت على وشك البدء في دراستى الجامعية، صغيرة، حالمة، غضة، خالية تمامًا من الخبرات في كل مجالات الحياة، ما عدا القراءة والكتابة.
هكذا كانت محبتى للكتاب والأدباء والشعراء منذ الصغر، هذا الحب الذي استمر في كل مراحل حياتى؛ فكان لى منهم أصدقاء أثَّروا في حياتى والتزمت بتوجيهاتهم حتى اليوم. وحين تردد كثيرا حيال بصرى وسمعى اسم مصطفى أمين قلت في نفسى: هل يتيسر لى دراسة الصحافة؟ وهل أكتب يوما في الصحف؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ ولماذا لا أبدأ الآن؟
ولم تكن هناك كلية للإعلام أو قسم للصحافة وقتذاك في الإسكندرية، وهكذا التحقت بكلية الآداب، قسم الفلسفة جامعة الإسكندرية، وقررت ذات يوم الذهاب إلى لقاء مصطفى أمين، ماذا يخيفنى أو يوقفنى؟ إن لديَّ من الجرأة والشجاعة والطموح، ما يدفعنى إلى تلك المغامرة، وأنا في تلك السن المبكرة، ومن يدرى كيف يكون تشجيعه لى؟
ولم أكن قد خرجت من مدينة الإسكندرية منذ ولدت بها أبدا القاهرة كانت حلمى البعيد، واستعملت كل وسائل الإقناع للأسرة لمصاحبة خالٍ لى في القاهرة، وتوجهت إلى دار أخبار اليوم، ووجدت اعتراضا في طريقى، إذ من المستحيل لقاء «صاحب الجلالة» ولكننى استمتُ في الإصرار، حتى وجدته أمامى وجها لوجه ينظر إليَّ من أعلى، فهو طويل وضخم، وخفت لكنه بادرنى بابتسامة مستفسرا عما أريد، وصارحته وأنا أرتجف بحبى للصحافة، ورغبتى في التمرين بها من الآن، وسألنى إن كنت أعرف لغة أجنبية، فأجبته: أعرف الفرنسية، فإذا به يسحب...
ثم التقيت بالكاتب الروائى يوسف السباعى أثناء دراستى الجامعية وهو من «كسر مجاديفى، وأحبطنى» قائلا: «الصحافة طريق شاق وصعب، التفتى إلى مستقبلك أولا» وكان من رأيه أن أبدأ بالزواج المناسب، وأؤجل العمل بالصحافة. وقد كان، وسرت في الحياة الدبلوماسية، متنقلة بين مدن أوروبا والشرق الأقصى، وكانت فرصتى للدراسة، والتأمل، والتعلم، والتعرف أيضا إلى رموز الأدب والفن والمجتمع العالمى والمصرى بالخارج، الذين أيضا أسهموا بنصيب وافر في رسم طريقى فيما بعد.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مصدر: baladtv - 🏆 14. / 51 اقرأ أكثر »
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: ElBaladOfficial - 🏆 11. / 59 اقرأ أكثر »
مصدر: youm7 - 🏆 7. / 63 اقرأ أكثر »